site meter

search

Google

result

Wednesday, January 20, 2010

جواز قتل حتى الرضع في المدارس اليهودية

زاهر بن حارث المحروقي
كاتب عماني

" 1 "



الذي يريد المقارنة بين ما حدث لمدارس تحفيظ القرآن الكريم في الوطن الإسلامي خاصة في باكستان والهند وأفغانستان وبين المدارس الدينية اليهودية سوف يرى عجبا ، فمنذ عام 2001 وإلى يومنا هذا فإن الحرب ضد القرآن الكريم وضد مدارس تحفيظه مستمرة وتخطت كل الأخلاقيات بحيث قامت الطائرات مرارا بقصف هذه المدارس وتحطيمها بمن فيها خاصة في باكستان بحجة أنها أماكن تفريخ الإرهابيين في الوقت الذي يتم فيه تجاهل الأسباب الحقيقية لما يؤدي إليه الإرهاب وهو الفقر والجوع والمرض والجهل وانعدام العدالة في توزيع الثروات وغياب الحرية إضافة إلى تسلط الأنظمة وجبروتها مما أدى إلى ظهور رغبات انتقامية سُميت إرهابا ، وبالمقابل نجد أن القلم مرفوع عن المدارس اليهودية التي تفرخ العنصرية وتدعو إلى قتل حتى الرضع وإلى الدمار وإلى سرقة حتى أعضاء الشهداء الفلسطينيين لاستخدامها للجنود الصهاينة ، والعيب فينا نحن الذين تسابقنا إلى تنفيذ المخططات الأمريكية على حساب ديننا ومبادئنا وأخلاقنا ، وفي سبيل ذلك تسابق العرب والمسلمون بإغلاق المدارس وتغيير المناهج وتمييع الأخلاق وغير ذلك الكثير لعلهم يحظون بالرضا الأمريكي الذي لم و لن يأتِ أبدا !


" 2 "

تقول تفاصيل الأخبار الواردة من فلسطين المحتلة إن الإدارة الأمريكية الحالية والتي سبقتها تقوم بتخصيص مبالغ ضخمة لدعم المدارس الدينية اليهودية التي تنشط في الضفة الغربية المحتلة والتي تعمل على توسيع الاستيطان في الضفة والقدس المحتلة ناهيك عن الفتاوى التي يصدرها الحاخامات في هذه المدارس والقاضية بقتل العرب والمسلمين ، وتمر هذه الفتاوى على العالم مرورا كريما لا تجد من يندد بها أو يعمل على إيقافها ، ومن ذلك مثلا أن النظام التعليمي المعمول به في مستوطنات مثل مستوطنة "يتسهار" القريبة من نابلس يزرع في الطلبة اليهود أهمية قتل الأغيار وهم الفلسطينيون وهو ما حدث في مدرسة (يوسف حي) الدينية التي أفتى مديرها الحاخام إسحاق شابيرا بقتل الأطفال الفلسطينيين الرضع بسبب خطرهم المستقبلي حيث أن هؤلاء الأطفال سيتحولون إلى أشرار مثل آبائهم في حال كبروا في العمر -على حد تعبيره - وقد أصدر الحاخام إسحاق شابيرا و يوسي أليتسور كتابا سمياه ( نظرية الملك ) من 230 صفحة يدعو المجتمع الإسرائيلي إلى إباحة قتل كل "الجوييم" (الغرباء) إذا ثبت أن في وجودهم تهديدا لليهود في أي مكان.

وقد تم بيع الكتاب في الاحتفال بالذكرى الـ29 لمقتل الحاخام مئير كاهانا ويباع على شبكة الإنترنت بسعر رمزي . وبحسب الكتاب الجديد يسمح بقتل كل من يشكل خطرا على شعب إسرائيل سواء أكان ولدا أم طفلا , وأنه لا حاجة لقرار من أجل السماح بسفك دماء "الأشرار"، وأن الأفراد يستطيعون القيام بذلك، كما يُسمح بقتل الأطفال إذا كان من الواضح أنهم قد يسببون أضرارا لـ"شعب إسرائيل" عندما يكبرون .

يشار إلى أن هذا الكتاب ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن صدر كتاب آخر عام 1996 بعنوان "توضيح الموقف التلمودي من قتل الأغيار" وتضمن ذلك الكتاب أنه " في الحرب التي لم تحسم بعد يسمح بقتل الأطفال والنساء من أبناء الأغيار الذين نحاربهم حتى لو كانوا لا يشكلون خطرا مباشرا، فهم قد يساعدون العدو خلال الحرب".


وقد أشارت صحيفة "معاريف" العبرية التي كانت أول من نشر خبر صدور كتاب ( نظرية الملك ) إلى أن الكتاب نال رضا وتوصية محافل يمينية، وأبرزت على وجه الخصوص توصية الحاخامين جينزبورج وليئور التي وردت على شكل تقديم للكتاب.

يجيب الكتاب بشكل مسهب وبتبريرات توراتية عن سؤال: متى يسمح بقتل الأغيار؟ ويفصل الكتاب مئات المصادر من التوراة والفقه اليهودي اعتمدها الحاخامان أثناء تأليفهما للكتاب تجيز قتل كل ما هو غير يهودي ، ومع ذلك يتهم العالم القرآن الكريم أنه كتاب إرهابي ولا يذكر شيئا عن التوراة المزعومة التي تدعو إلى الإرهاب والعنف والقتل العمد ! وفي فصل عنوانه ( المس المقصود بالأبرياء ) يشرح الكتاب أن أساس الحرب هي أنه من ينتمي إلى الشعب العدو يعد أيضا عدوا لأنه يساعد القتلة، كما أن للثأر مكانا وغاية في كتاب الحاخامين شابيرا واليتسور وهما يقولان إنه من أجل الانتصار على الأشرار يجب التصرف معهم بطريق الثأر، والصاع بالصاع وأن الثأر هو حاجة ضرورية لجعل الشر غير مجدٍ وعليه تصبح أحيانا أفعال وحشية أفعالا حميدة ترمي إلى إيجاد ميزان رعب سليم .

" 3 "

لقد كتب عكيفا الدار في صحيفة هاآرتس الصهيونية أنه كشف النقاب في 17 نوفمبر الماضي عن أنّه في عامي 2006 و2007 قامت شعبة المؤسسات التوراتية في وزارة التعليم الإسرائيلية بتحويل أكثر من مليون شيكل (300 الف دولار) لمدرسة يوسف حي تحديدا، في حين قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتحويل مبلغ 150 ألف شيكل ، لكن التقرير الذي قدمته المدرسة لمُسجل الجمعيات يدل على أن الجمهور الأمريكي يشارك في تعاظم هذه المدرسة إذ أشار التقرير أنه خلال عامي 2007 و2008 قدّم صندوق أمريكي مقره في منهاتن بنيويورك حوالي 103000 شيكل لهذه المدرسة .

وحسب المحقق الأمريكي فيليف فايس فإنّ السلطات الأمريكية أعفت الصندوق من دفع ضرائب على اعتبار أنه يقدم مساعداته لجمعية خيرية ، وقد قام هذا الصندوق خلال عام 2006 فقط بتحويل مبلغ 8 ملايين دولار لمؤسسات ومنظمات دينية ولإقامة كنس ومدارس دينية ولمتطلبات أمنية عاجلة في إسرائيل ، والمفارقة – حسب رأي عكيفا الدار - أن الذي يدير هذا الصندوق هو غاي ماركوس وهو مستوطن يقطن في مستوطنة (أفرات) القريبة من بيت لحم، بينما ترأس والدته هداس مجلس إدارة الصندوق، في حين يحتل والده أرثور منصب نائب رئيس مجلس الإدارة وكلاهما يقطنان في نيويورك.

" 4 "

لقد انتشر خلال السنوات الماضية مصطلح تجفيف منابع الإرهاب وشمل ذلك العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن الإسلامي حتى التي كانت تجمع الملابس البالية لإعطائها للفقراء لأن هذه الجمعيات ليست إلا جمعيات إرهابية كما يقول الغرب ، وشددت أمريكا على تجفيف منابع الدعم الذي تتلقاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باعتبارها منظمة إرهابية ، وقد عمل العرب والمسلمون على التضييق على حماس كما عملوا على التضييق على حزب الله لدرجة أن يقول أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق علنا ( إن بعض القادة العرب يتصلون بنا لكي نقضي على حماس مثلما اتصلوا بنا من قبل على أن نقضي على حزب الله) ، والإعلام العربي المسموع والمقروء والمشاهَد دائما يسرع في ترديد ما تقوله وتوده واشنطن فإذا قالـت إن حماس حركة إرهابية تردد هذه الوسائل العبارة نفسها وكذلك إذا قالت أمريكا إن صدام حسين إرهابي بإمكانه أن يغزو أمريكا في 45 دقيقة يردد الإعلام العربي ذلك ، ورغم انكشاف عوار تلك التهم إلا أن العرب لا يتعظوا أبدا ، ولكن ماذا فعلت أمريكا مع إسرائيل ؟

لقد كشف ديفيد ايجنشيوس أحد كتاب الأعمدة في الواشنطن بوست أنه حسب كشوف مصلحة الضرائب الأمريكية فقد قامت جمعيات وصناديق تعمل في الولايات المتحدة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2007 بتحويل 33.4 مليون دولار لمؤسسات في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والتي تذهب معظمها في المدارس الدينية اليهودية ، ويتم إعفاء الذين يشاركون في تحويل هذه الأموال من دفع الضرائب .


قال الكاتب ( لقد قامت بعض منظمات حقوق الإنسان ونشطاء سلام يهود بجمع معلومات حول أنشطة الصناديق التي تجمع التبرعات وتحولها للمستوطنات والمنظمات اليمينية المتطرفة في إسرائيل، وهي تتساءل لماذا لا تتحرك الإدارة الأمريكية لإغلاق هذه المؤسسات في حين تقوم الإدارة بإغلاق المؤسسات التي تتهم بتقديم الدعم لحركة حماس ؟ )

إن اللوم لا يقع على أمريكا أبدا بل يقع علينا ، فالعرب سارعوا إلى تنفيذ كل ما ترغب فيه أمريكا حقا كان أو باطلا خوفا من تبعات الصيحة الشهيرة ( من ليس معنا فهو ضدنا ) وليس مطلوب من العرب أن يقفوا في حرب لا قبل لهم بها ضد أمريكا أو ضد إسرائيل – ولو أن ذلك واجبهم - ولكن هناك نقاط لا يمكن التنازل عنها ، ففي الوقت الذي تملي أمريكا شروطا قاسية ضد العرب والمسلمين ويتم يوميا قصفهم بالطائرات ويتم التشديد على مدارس تحفيظ القرآن وهي غالبا مدارس تنشئ حفظة يقرؤونه مرتلا ومجودا لا يعون ما يقرؤون ، نجدها تعفي فيه المواطنين والمؤسسات الأمريكية التي تقدم الدعم المالي للجمعيات اليهودية التي تشرف بشكل أساسي على عمليات الاستيطان والتهويد في القدس مثل جمعيتي (عطيرت كوهنيم) و(العاد) اللتين تسعيان بشكل خاص إلى السماح بتسلل أنصار اليمين المتطرف للإقامة في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس العربية المحتلة تمهيدا لتدمير المسجد الأقصى وتهويد المدينة بالكامل حتى لو كان عن طريق قتل الأغيار .!


" 5 "

إننا أمام نهجين مختلفين نهج صدامي يدافع عن باطله بكل وسيلة وله هدف يسعى إلى تحقيقه وقد فرض نفسه على العالم ويجب أن نحترمه رغم كرهنا له ، ونهج آخر استسلامي يتخلى عن حقه وعن أغلى ما يملك في سبيل أوهام زائلة وهو لا يملك هدفا يسعى لتحقيقه وإنما يعيش على الهامش ، ولا يمكن لنا أن نقول إن أمريكا تكيل بمكيالين ولكننا نقول ومن يهن يسهل الهوان عليه ..!

منشورة في جريدة الشبيبة العمانية

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة