site meter

search

Google

result

Wednesday, January 4, 2012

إسرائيل تستغل الظرف التاريخي للتمدد

زاهر بن حارث المحروقي
سلطنة عمان

 في وقت تعم فيه الفوضى الوطن العربي خاصة دول الجوار الإسرائيلي، تستغل إسرائيل الظرف التاريخي للتمدد والتوسع ولإقامة المزيد من التحالفات مع الدول المحيطة بالوطن العربي وهي سياسة تدل على بعد النظر.

 إن أبرز حدث في هذا الاتجاه هو زيارة رئيس دولة جنوب السودان الوليدة لإسرائيل الشهر الماضي والذي عقد اجتماعات مع قادة الكيان الصهيوني وصفها شمعون بيريز بأنها "لحظة تاريخية" وهي كذلك، باعتبارها أول زيارة رسمية يقوم بها للخارج بعد انفصال الجنوب ونظرا لأهميتها وتوقيتها أيضا، هذا إذا أخذنا في الاعتبار الدور الإسرائيلي الحقيقي منذ سنوات الخمسينات من القرن الماضي بفصل الجنوب عن الشمال، وسلفا كير بهذه الزيارة أعاد التذكير بما قام به أسياس أفورقي رئيس أريتريا عندما نالت اريتريا استقلالها ويمّم وجهه شطر تل أبيب في وقت كان فيه العرب في بيات، متناسين أن أريتريا بموقعها الجغرافي المطل على مضيق باب المندب وكنافذة هامة على البحر الأحمر والمحيط الهندي كان يمكن لها أن تقوم بدور أساسي وإستراتيجي لصالح الأمة العربية أو على أقل تقدير لصالح دول مثل مصر والسعودية واليمن، والأغرب من ذلك أن لا نرى أي تحرك عربي لإيقاف خطورة زيارة كهذه على الأمن العربي خاصة على السودان ومصر.

 إن تأكيد سيلفا كير أنه سيتعاون مع إسرائيل وسيعمل معها يدا بيد من أجل توثيق العلاقات بين الجانبين يؤكد أن الوطن العربي يعيش أزمة حقيقية تتلخص في غياب القراءات الاستراتيجيات الحقيقية للأمن القومي العربي سواء في المجالات الداخلية أو الخارجية لأن العرب تركوا السودان يواجه مصيره وحده مثلما فعلوا قبل ذلك مع العراق ومثلما فعلوا مع ليبيا ويفعلون الآن مع سوريا، ولو أن الأمر اتقصر على التجاهل فقط ربما كانت المسألة أرحم أما أن يتعدى ذلك إلى المشاركة والتآمر فتلك هي مصيبة كبرى، وفي النهاية يدفع الوطن العربي كله ثمنا غاليا، وكل التجارب التي مرت بالأمة تثبت أن القيادات والحكومات العربية لا تقرأ المستقبل ولا تأبه به إنما تعيش "اللحظة" فقط حتى يأتي الدور على الكل فمُتآمر اليوم يكون ضحية الغد، ومن هنا يمكن لنا أن نربط بين زيارة رئيس جنوب السودان لإسرائيل مع تصريح السفيرة الأمريكية في جوبا بضرورة إنشاء جيش جنوبي محترف وما يعنيه ذلك الكلام .

 إذا كانت بعض الدول العربية وقفت ضد السودان بحجة أن بعض مواقف الحكومة السودانية كانت ضد التوجه العربي الرسمي مثل الحرب ضد العراق أو مثل محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أثيوبيا فليس معنى ذلك أن نعاقب السودان والشعب السوداني ونعمل على دعم المتمردين في الجنوب أو الغرب أو الشرق لأن ما يصيب السودان اليوم أو سوريا أو العراق أو أي بلد عربي آخر ما هو إلا حلقة من سلسلة طويلة ستصيب الكل.

 لقد زار سيلفا كير إسرئيل ومن المقرر أن يزور رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ثلاث دول أفريقية وهي دول مهمة بموقعها الاستراتيجي بالنسبة للأمن القومي العربي هي كينيا وأوغندا وأثيوبيا إضافة إلى جنوب السودان وهي دول تتحكم في شريان الحياة بالنسبة للسودان ومصر بتحكمها على منابع النيل وذلك بهدف إقامة مشاريع لبناء سدود لتحويل مياه النيل في اثيوبيا وأوغندا، لتقليص حصة مصر والسودان من المياه وهي خطوة كانت مرفوضة ولا يمكن أن تُطرح حتى سريا أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بل حتى أيام الرئيس أنور السادات الذي عقد اجتماعا مع كبار مستشاريه العسكريين بهدف توجيه ضربة لإثيوبيا التي أرادت أن تبني سدا كان سيؤثر على حصة مصر من المياه، إلا أن الظروف تغيرت بغياب العرب وغياب دور مصر الحقيقي والآن بانشغال الأمة بثورات داخلية لا تكاد تهدأ حتى تثور من جديد وكأن هناك أياد خفية تلعب في الساحة العربية كيفما تشاء لتحقق الهدف الأكبر والأسمى وهو استقرار إسرائيل وتوسعها وتمددها على حساب الوطن العربي .

 والغريب والمثير أن جامعة الدول العربية دخلت غرفة الإنعاش من سنوات طويلة باعتبارها مرآة لحالة الأمة وعندما استيقظت تحققنا من أن نومها كان خيرا من صحوها فقد أعطت الشرعية لقوات الناتو أن تدمر ليبيا ثم تدخلت في سوريا وكأنها سيف مسلّط فقط ولم نسمع عنها أنها جرت لترتيب لقاء مع المعارضة السورية حتى تحل المشكلة، وفي كل الأزمات التي مرت بالأمة لم نسمع عنها صوتا وخاصة في مشكلة السودان العويصة سواء كان في دارفور أو في الجنوب مما يؤكد أنها ليست إلا دمية من الدمى التي تتلاعب بها الدول الأجنبية .

 هناك صيحات كثيرة تنطلق من إسرائيل تشير إلى أن إيران تقوم بنشاط قوي وملحوظ في القارة الأفريقية وأن القارة أصبحت ساحة معركة بين إيران وإسرائيل وأن التوجه الإيراني نحو القارة الأفريقية هو الذي شجع الكيان الإسرائيلي أن يعيد الاهتمام بتلك القارة، وإذا صدقت هذه الصيحات فإن ذلك يُحسب لإيران التي عرفت حدود جغرافية أمنها الوطني والإقليمي ويمكن لنا أن نسأل أين هي الدول العربية وهي الملاصقة للقارة الأفريقية؟ ألم يكن الأولى أن تهتم بها هي بدلا من النوم؟

 مهما يكن من الأمر فإن اهتمام إسرائيل بالقارة الأفريقية يعود إلى الخمسينات من القرن الماضي وكانت إسرائيل لا زالت وليدة وكانت خطة ديفيد بن جوريون قائمة بتفتيت الوطن العربي عبر سياسة "شد الأطراف أولا ثم بترها ثانيا" بمعنى محاصرة الوطن العربي بإقامة علاقات قوية مع الأقليات داخل الوطن العربي وفي دول الجوار ثم العمل على انفصالها وبترها عن الوطن الأم، بل ذهب بن جوريون إلى أكثر من ذلك عندما تحدث عن أهمية إقامة علاقات ثابتة مع القوميات والمذاهب داخل الوطن العربي قائلا "إننا محاطون بموزاييك من البشر في الوطن العربي وهو ما يجب علينا أن نعمل على استغلاله"، وكان السودان والقارة الأفريقية من أهم النقاط التي ركز عليها علاوة على بعض القوميات في الوطن العربي .

 ويذكر الشيخ علي بن محسن البرواني رحمه الله في كتابه الهام ( الصراعات والوئام في زنجبار) أنه حضر احتفالات غانا بالذكرى السنوية الأولى للاستقلال في مارس 1958، وقد نظمت السفارة الإسرائيلية حفل استقبال على شرف وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها "جولدا مائير" التي حضرت إلى هناك خصيصا لمقابلة قادة أفريقيا المستقبل – كما قالت - ، وبما أن الشيخ علي محسن لم يحضر الحفل إلا أن زميله "المعلم أمينو كانو" زعيم حزب الشعب الشمالي النيجيري حكى له تفاصيله الكاملة، ومما قالته جولدا مائير للحضور "إن العرب يحاولون تطويق إسرائيل وخنقها وتحاول إسرائيل بدورها تطويق العرب، ومن هنا تأتي رغبتها في أن يكون لها أصدقاء في البلدان الأفريقية للتصدي للعرب، وإسرائيل – وفق قولها – دولة صغيرة حديثة عهد بالوجود ولكن الشعب الإسرائيلي لديه خبرة كبيرة في التغلب على الصعوبات ولهذا فإن بلدها في وضع يمكنها من تقديم الإرشاد والمعونة للبلدان الأفريقية الناشئة التي تواجه صعوبات مماثلة"، ويضيف علي محسن أن "جوليوس نيريري" الذي أصبح فيما بعد رئيسا لتنزانيا كان حاضرا وجاهزا لإنشاء علاقة دائمة مع إسرائيل وحصل عقب هذا اللقاء على مساعدات إسرائيلية ومن ثم فإن نيريري هو الذي رتب اللقاء بين زعماء الإنقلاب على الحكم العماني في زنجباروبين مسؤولين إسرائليين في السفارة الإسرائيلية في دار السلام، وتم اللقاء قبل أيام معدودات من انقلاب يناير 1964 .

وهكذا فإن الوطن العربي يتشتت وينشغل بأمور تافهة وتثور فيه الثورات من كل مكان وتغيب عنه الرؤية الاستراتيجية، فيما إسرائيل تتوسع وتتمدد وتتفرج على ما يحدث وبالتأكيد تسعد وتفرح وتمرح.

منشور في جريدة الرؤية العمانية في 3 يناير 2011م

6 comments:

Unknown said...






شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة تنظيف مجالس بالرياض
شركة تنظيف واجهات بالرياض
شركة كشف تسربات المياه بالرياض
شركة كشف تسربات بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة نقل اثاث بالرياض
شركة رش مبيدات بالرياض
شركة تسليك مجارى بالرياض
شركة عزل خزانات بالرياض


شركة تنظيف بالدمام
شركة تنظيف فلل بالدمام
شركة تنظيف شقق بالدمام
شركة تنظيف مجالس بالدمام
شركة تنظيف واجهات بالدمام
شركة كشف تسربات المياه بالدمام
شركة كشف تسربات بالدمام
شركة عزل خزانات بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالدمام
شركة نقل اثاث بالدمام
شركة رش مبيدات بالدمام
شركة تسليك مجارى بالدمام


afu said...

best university in UAE

Unknown said...

شركة تنظيف بحائل تعتبر أفضل شركة تنظيف في المملكة العربية السعودية و ذلك لتخصصها في جميع مجالات التنظيف الشاملة بكافة أنواعها من ( تنظيف شقق – تنظيف فلل – تنظيف بيوت – تنظيف منازل – تنظيف قصور – تنظيف مكاتب – تنظيف زجاج – تنظيف رخام – جلي بلاط – تلميع سيراميك – تنظيف سجاد و موكيت – تنظيف مجالس و كنب – تنظيف حدائق و تنسيقها – تنظيف مسابح – تنظيف حمامات و مطابخ – تنظيف خزانات
) شركة تنظيف بحائل

تعد شركة النخيل احسن الشركات الرائدة و المخصصة فى مجال نقل الاثاث بحائل مما لديها من الخبرة الكبيرة و الكفاءة العالية فى هذا المجال حيث تقدم شركة نقل اثاث بحائل جميع الخدمات الخاصة بمجال نقل الاثاث على مستوى عالى .
فشركتنا متميزة و مخصصة فى نقل اثاثك عزيزى العميل و اثاثك المنزلى من و الى أى مكان بالمملكة العربية السعودية وخاصى حائل مع خدمات الفك و التركيب و التغليف لجميع قطع الاثاث و العفش المراد نقلها حيث توفر شركة نقل اثاث بحائل على عملائها الكرام الجهد و التعب فى مجال نقل الاثاث
شركة نقل اثاث بحائل

تعتبر شركة تنظيف مجالس بحائل

من أكبر الشركات العاملة بمجال النظافة في المملكة العربية السعودية، ونعرض في السطور المقبلة أهم ما توفره شركة تنظيف مجالس بحائل من خدمات ترضي كافة العملاء، فمن المعروف أن المجالس أو ما يطلق عليها باللغة الدارجة المجلس هي المكان الذي يتجمع فيه جميع أفراد الأسرة عقب انتهائهم من عمالهم فهو المكان الذي يشهد التجمعات الأسرية، ويمكن فيه تناول المشروبات والمسليات وبعض الأطعمة الخفيفة خلال مشاهدة التلفاز والتجمع الأسري، لذا يصبح المجلس هو أكثر الأماكن في المنزل أو الفيلا تعرضا للاتساخات وسكب المشروبات خاصة في حالة وجود أطفال، والمجلس يتكون من المقاعد والكنب والسجاد أو الموكيت وهو يحتاج إلى عمليات التنظيف المستمرة من ربة الأسرة، كي تحافظ على مظهره ويكون لائقا باستقبال باقي أفراد الأسرة أو حتى الأقارب والضيوف.

dgfdgfgfgd9@gmail.com said...

شركة مكافحة حشرات بالدمام



شركة تنظيف خزانات بالدمام
شركة شفط بيارات بالدمام

شركة كشف تسريبات بالدمام
شركة تنظيف سجاد بالدمام


شركة تنظيف موكيت بالدمام

شركة تنظيف منازل بالدمام

شركة تنظيف شقق بالدمام

dgfdgfgfgd9@gmail.com said...


شركة تنظيف شقق بالدمام

شركة تسليك مجارى بالدمام

شركة تنظيف استراحات بالدمام


شركة جلى وتلميع رخام بالدمام


شركة تنظيف بيوت شعر خيام بالدمام
شركة جلى وتلميع سيراميك بالدمام
شركة تنظيف افران بالدمام
شركة تنظيف واجهات زجاج وحجر بالدمام

dgfdgfgfgd9@gmail.com said...


شركة تنظيف مساجد بالدمام
شركة جلى وتلميع بلاط بالدمام
شركة عزل بالدمام

شركة مكافحة حمام بالدمام

شركة تنظيف مسابح بالدمام

شركة نقل اثاث بالدمام

شركة تنظيف ثلاجات بالدمام
شركة تنظيف مطابخ بالدمام


شركة نظافة ستائر بالدمام

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة