site meter

search

Google

result

Thursday, June 11, 2009

الجمعية العمانية للكتاب والأدباء والنادي الثقافي يحتفلان بتدشين كتابين تاريخيين

زاهر بن حارث المحروقي

كاتب عماني

1

احتفت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء الأسبوع الماضي بالتعاون مع النادي الثقافي بتدشين كتابين تاريخيين الأول هو كتاب ( زنجبار شخصيات وأحداث ) للباحث ناصر بن عبدالله الريامي ، والثاني هو كتاب ( تاريخ عمان السياسي ) تأليف الأديب والمؤرخ الراحل عبدالله بن محمد الطائي حيث شهدت الأمسيتان حضورا جماهيريا مميزا وهو مؤشر يدل على أن الناس ترغب في الشيء الجيد وأن اختيار الموضوع دائما هو الأساس لأي نجاح .


وقد استضافت أمسية تدشين كتاب تاريخ عمان السياسي المهندس مازن بن عبدالله الطائي نجل الأديب الراحل الذي قدم ورقة عن ظروف نشر الكتاب كما قدم الأديب المكرم أحمد بن عبدالله الفلاحي ورقة أخرى بعنوان مع عبدالله الطائي فيما قدم الشاعر سماء عيسى ورقة بعنوان " الثقافة التاريخية عند الشاعر العماني .. عبدالله الطائي نموذجا " ، وقدم صلاح الحجري ورقة رابعة بعنوان أعمال الطائي والنشر الرقمي .


لقد ضم كتاب تاريخ عمان السياسي فصولاً مهمة عن تاريخ عُمان وقضاياه جمعها أبناؤه من مكتبته الخاصة وتم إعدادها للنشر في كتاب ضم "350" صفحة ، ويستعرض الكتاب التاريخ السياسي لعُمان منذ مهاده الأولى وعلاقة عُمان بدول الجوار ومهادنتها ومسايرتها للأطماع والتدخلات الخارجية بدءاً من الفرس وانتهاء بالاستعمار الاوروبي الحديث ومقاومة العمانيين لهذا التدخل والنزعة العمانية للاستقلال وحكم أنفسهم وفق إرادة وطنية عربية إسلامية ، ويُبرز الكتاب الدور العماني في التاريخ الاسلامي كما يتناول آثار التوسع العماني في شرق افريقيا ومنطقة المحيط الهندي والتوسع الحضاري للعمانيين في المناطق التي بسطوا عليها نفوذهم .


وقد أوضح المهندس مازن بن عبدالله الطائي في ورقته ظروف نشر هذا الكتاب الذي وضعه مؤلفه في فترات مختلفة ولم يكتبه دفعة واحدة وتناول كيفية حفظ مخطوطات و تراث الأديب الراحل كما تحدث عن إصدار الكتاب وإعداده و المعوقات التي صاحبت ذلك بدءا من تجميع المادة و المراجعة ومرورا بعملية التوثيق و المراجعة.

2

وعودة إلى الأمسية الأولى مع ناصر بن عبدالله الريامي وكتابه زنجبار شخصيات وأحداث هناك بعض الوقفات تحتاج إلى تأمل لأن ما طرح فيها من أسئلة حول الوجود العماني في الشرق الأفريقي وردود الريامي عليها يحتاج إلى مقالات مطولة وليس إلى مقال واحد وهذا يعني أن المقالات كلها يمكن أن تكوّن كتابا مستقلا ، وحسب علمي فإن الجلسة لم تكن مسجلة مما يعني أن كل ما قيل فيها قد ذهب سدى ، فقد رد ناصر الريامي على أسئلة الحضور وأقل ما يقال عنها أنها مهمة وكان حاضر الذهن سريع البديهة إذ أنه قدّم شروحا وافية لكثير من النقاط التي أشكلت على القراء خاصة أن موضوع التاريخ العماني في الشرق الأفريقي يكتنفه الكثير من الغموض والضبابية لدى الكثيرين وأن اعتمادنا كله كان على ما كتبه المستعمرون الإنجليز أو الغربيون بصفة عامة ، ويجب على الجمعية العمانية للكتاب والأدباء والنادي الثقافي أن ينتبها لأهمية توثيق كل الفعاليات مستقبلا لأننا فعلا نعاني من مشكلة التوثيق .


ومن هنا فإنني أضم صوتي إلى صوت المؤلف ناصر الريامي حول أهمية توثيق التاريخ العماني في الشرق الأفريقي حيث يقول إنه بعد زيارته لأرشيف زنجبار الوطني اكتشف أن كما كبيرا من المخطوطات العمانية والوثائق المهمة والصور العمانية النادرة التي تخص الأسرة الحاكمة موجودة هناك وهي معرضة للضياع ، وهو ما أكده لي الزميل محمد بن علي البلوشي بعد زيارته لزنجبار وزار هذا الأرشيف حيث وجد أن الحشرات والديدان ( الرّمة ) بدأت تأكل المخطوطات العمانية وأن العلب الفارغة تملأ المقبرة السلطانية هناك ، أليس من الأولى أن يتم إبلاغ حكومة زنجبار بأن المساعدات التي تحصلها يجب أن يذهب بعضها لصيانة وحفظ التاريخ العماني هناك ومن ضمن ذلك المباني والأرشيف والمقبرة ؟


ثم هناك نقطة أخرى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار فهناك بعض المخطوطات المهمة التي تم إحضارها من زنجباروهي موجودة في وزارة التراث والثقافة منذ ثماني سنوات أو أكثر ولكن لا يمكن أن يستفيد منها أحد من الباحثين لأنها مهملة وموضوعة داخل الصناديق ولم يستفد منها ناصر الريامي عند تأليفه لكتابه المهم ذلك ، وعلى جهات الاختصاص أن تعمل على وجود آلية واضحة في أرشفة هذه الوثائق والمحفوظات الوطنية مما يسهل على الباحث سهولة الاستفادة منها يقول ناصر الريامي كلمات هي فعلا تحتاج إلى تأمّل فهو يقترح أن تتبنى الجهات الرسمية تاريخ عمان حيث عليها أن تفرغ عددا من الباحثين لجمع ما يتعلق بالتاريخ العماني إذ أشار إلى أنه في رحلته إلى بريطانيا وجد شخصين مفرغين من دولة مجاورة يجلسان هناك بالأشهر ويداومان بشكل يومي في الأرشيف الوطني البريطاني للبحث في الوثائق ، وبعد سنتين زار الأرشيف البريطاني مرة أخرى فوجد الشخصين ما زالا هناك فيما كان هو يحسب الأيام والساعات التي يقضيها هناك وكأنه عداد يركض بسرعة ، والآن يفكر ناصر بترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية فهل سيجد من يأخذ بيده ويساعده ؟ والكتاب يحتاج أيضا أن يترجم إلى اللغة السواحلية لأنه يخاطب جمهورا كبيرا يتكلم اللغة السواحلية في أكثر من دولة في شرق أفريقيا لأنه يصحح كثيرا من الأخطاء التي ألصقت بالعمانيين وبالتاريخ العماني في زنجبار .

3

في تقرير كتبه الشيخ محمد بن سعيد المحروقي بعد زيارتين لزنجبار تناول الوضع في الجزيرة من كافة الجوانب ركز فيه على أهمية المحافظة على التاريخ العماني في الشرق الأفريقي حيث يقول في تقريره الذي رفعه للمسؤولين إن أفضل السبل التكتيكية لإذابة جبال الجليد هو وضع خطة عمل متزامن مشترك للحفاظ على التراث العماني في زنجبار والعمل عن طريق البحث العلمي الجاد على تصحيح صور التزييف التي أسهمت في تدهور الحال ، وجوهر هذا المدخل هو مبدأ المصلحة المشتركة لعمان وزنجبار في الحفاظ على الثقافة والتاريخ المشتركين وذلك عبر تأسيس هيئة ثقافية عربية أفريقية غير حكومية يتم تمويلها مبدئيا من قبل السلطنة ودول الخليج الأخرى (حسب العلم حاكم الشارقة مهتم بهذا الموضوع ) مع الاحتفاظ بمسافة سياسية من الحكومات العربية والأفريقية .


وعلى ذلك فإنه من الحكمة أن تتبنى الحكومة العمانية مدخلاً جديداً في توقيت ملائم لاستمالة قلوب وعقول مواطني شرق أفريقيا وزيادة النفوذ العماني في تلك المنطقة عن طريق الجهد المستنير والعزيمة .


إنه من الثابت أن دور عمان في شرق أفريقيا يحتاج إلى إعادة تقييم وإن إسهاماتها في كل مناحي الحياة هناك تحتاج إلى المزيد من إلقاء الضوء عليها فالجهد العماني يحتل موقع القلب في كافة النجاحات التي حققتها زنجباروذلك تاريخ لا ينبغي أن نطوي صفحاته فلا بد من الاعتراف أن ذلك كان عصراً زاهراً لا يجوز نسيانه أو تركه ليذبل ويموت والضرورة تقتضى ألاّ نسمح بطمس معالم هذا التاريخ فهو تاريخ زاهر لابد من الاعتراف بدور عمان الذي تستحقه ، والأهم من كل ذلك هو إنه تاريخ سيبقى في انتظار قيادة ملهمة تتولى دعم وتقوية جسور العلاقات بين عمان و تنزانيا إلى ملتقى أفريقي عربي غير حكومي جديد .


لقد ظل شرق أفريقيا تاريخيا يمثل الفناء الخلفي لعمان وظل عمقها الإستراتيجي وسلة الغذاء الإستراتيجية في أوقات الأزمات كما ظلت الملاذ الآمن في أزمنة الحروب وشح الطعام وبذلك وبما لدينا من مخزون محدود وناضب من النفط فإن من الإستراتيجيات الصائبة بناء قاعدة إقتصادية في شرق أفريقيا لما يتمتع به من موارد هائلة .


ويرى كاتب التقريرأن شرق ووسط أفريقيا من المناطق الغنية بمواردهما الطبيعية والمعدنية وقاعدتها السكانية العريضة ، ربما تبدو المنطقة غير جذابة للبسطاء والسذج إلا أن العنصر الحاسم هو إن المكونات المفتاحية موجودة هناك ، وما تفتقده هذه المنطقة حاليا هو اللاعب الأساسي الملائم الذي يمتلك رؤية مستقبلية ثاقبة في أفريقيا مع دعم سياسي .


ويكفي أن ندرك إن جمهورية الكنغو الديمقراطية وحدها تحتل مساحة تعادل مساحة أوروبا الغربية كلها وهي غنية بالموارد الطبيعية وبها جالية عمانية صغيرة و ثرية .


ويوصي كاتب التقرير باختيار فريق عمل يتكون من أفراد يتمتعون بضمير حي وتفان في العمل ونزاهة ملتزمين بالمصالح الوطنية العمانية للقيام بوضع توصيات تتعلق بالسياسات التي ينبغي إتباعها لتأسيس سبل التقارب مع شرق أفريقيا على أن يتولى الفريق أيضاً التعرف على مجالات وأشكال الدعم لزنجبار والمناطق الأخرى ذات النفوذ العماني مثل بنجاني و تبورا و ممباسا و لامو وذلك لرعاية شؤون التراث وفق أولويات محددة .


وأوصى التقرير بالمبادرة بإنشاء برنامج عالمي مشترك للبحث العلمي لمراجعة التاريخ والفصل ما بين الحقائق ونسج الخيال ويمكن النظر في إمكانية اشتراك جامعات شرق أفريقيا ودول الخليج العربي على أن يتم نشر الأبحاث المكتملة على أوسع نطاق مع إمكانية الاستعانة بخدمات الأكاديميين المتميزين من أمثال البروفيسور علي المزروعي للإشراف على البرنامج البحثي وتقديم الإستشارة لفريق العمل المختار حول الإستراتيجيات والمهام التي يجب الإضطلاع بها في هذا الإطار ، وبعد تكوين هذه النواة من العمانيين الملتزمين اقترح كاتب التقرير تقديم الدعوة للبروفيسورعلي المزروعي ومجموعة مؤسسي أفرابيا (العلاقات الأفريقية العربية) لمناقشة تحويل مشروع أفرابيا إلى هيئة غير حكومية على أن يتم تمويلها من قبل مؤسسة ثقافية عمانية/عربية بموازنة مستقلة .

4

إنها اقتراحات وكلمات تحتاج إلى تأمّل ثم بحاجة إلى تحويلها إلى واقع حي .

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة