site meter

search

Google

result

Wednesday, September 21, 2011

اعادة ترتيب الإعلام العماني

زاهر بن حارث المحروقي
Zahir679@gmail.com
محمد اليحيائي

عندما كتبت مقالة بعنوان (عين على الديمقراطية والطيور المهاجرة) والتي امتدحت فيها الكفاءات العمانية في وسائل الإعلام الخارجية، كان للزميل عثمان بن عبدالله الزدجالي –وهو زميل قاريء ومتابع– كان له وجهة نظر حول برنامج "عين على الديمقراطية"، قائلا إن الديمقراطية التي أتت بها أمريكا هي الديمقراطية التي نشاهدها الآن في العراق وهي الديمقراطية نفسها التي يروج لها اليحيائي، وكان لعثمان ملاحظات عديدة حول البرنامج وقناة الحرة ومحمد اليحيائي وبالتأكيد حول السياسات الأمريكية.

ولكن لا يمكن أبدا أن نتجاهل قيمة برنامج (عين على الديمقراطية) حتى وإن كنا نختلف مع توجهات قناة الحرة ومع سياساتها، فالبرنامج ناقش بجرأة في عدة حلقات مسألة التعذيب في السجون العربية ومسألة حقوق الإنسان العربي والتعسف الذي يلقاه المواطن العربي من أجهزة القمع العربية وهي من الكثرة بمكان، كما تناول في حلقاته العديدة الظلم الذي يقع على المواطن العربي بصوره العديدة، وعيب البرنامج أنه من قناة الحرة وهي التي أنشئت لتسويق السياسات الأمريكية ولتغيير عقليات المواطن العربي تجاه أمريكا إلا أنها فشلت فشلا ذريعا. رغم أن بعض برامجها ممتازة إلا أن الشعب العربي رفض القناة بالفطرة مما حدا بالرئيس الأمريكي أن يصرح بأن القناة مضيعة للأموال، ولو أن محمد اليحيائي يقدم هذا البرنامج في قناة مثل قناة الجزيرة لنال شهرة ليست أقل من شهرة العاملين فيها.

إن موقفي من السياسات الأمريكية في المنطقة وموقفي من قناة الحرة هو مثل موقف عثمان وموقف العرب تماما ولست من متابعي القناة بصورة مستمرة إلا أني أشاهد بعض الحلقات من برنامج (عين على الديمقراطية) ويكاد أني لا أجد في كل حلقة من حلقاته إلا ومحمد اليحيائي يقدم شيئا عن عمان إن كان لقاء أو نقاشا أو اتصالا وغالبا من أناس يسبق أسماءهم لقب الناشط أو الحقوقي، مما أفرغ هذه الألقاب من معانيها، خاصة أن بعضا ممن استضافهم ليس لهم علاقة بعمان ولا يتابعون أحداثها إلا عبر الهواتف من الخارج، وهذا لا يعطي البرنامج أي مصداقية لأن معده ومقدمه يعطي الانطباع بأنه يبحث عن أي شيء سلبي عن عمان ليطرحه ويناقشه ويجعل من الحبة قبة.

ولقد كانت ذروة المأساة أن يستضيف شخصا قدمه على أنه معارض عماني من بروكسل ليتحدث عن أحداث صحار حيث كان الرجل مهزوزا وكانت الأسئلة في صوب والضيف في صوب آخر يردد شعارت قيلت في الخمسينيات من القرن الماضي ولا تمتّ بواقع صحار أو السلطنة بصلة، وللوهلة الأولى ظننت أن الضيف من الصومال أو من أريتريا ثم بحثت عنه في النت ولم أجد له جوابا وانتقلت إلى الفيس بوك ولم أجد له ترجمة ولا صفحة ولا اسم، وبالتالي سألت عنه الأصدقاء وكان ردهم: ليس المسؤول بأعلم من السائل، وبعد فترة صرت أقرأ له بعض المداخلات في الفيس بوك والتي ليست إلا سبا وقذفا وبلغة ركيكة مما جعلني أقول إن محمد الحيائي أنهى المعارضة العمانية بأن قدّم نماذجها في قناته على هذه الشاكلة.

ولنا أن نسأل من الذي أعطى الإذن لأي أحد أن يتكلم باسم الشعب العماني؟ وما هي خلفياتهم وتضحياتهم ونضالاتهم لعمان وللشعب العماني؟ وما هي أغراضهم وما هو هدفهم؟

لقد أخطأ محمد اليحيائي في استضافته لشخص جعل منه متحدثا باسم الشعب العماني ونحن نقر ونعترف أن هناك أخطاء وقعت فيها الدولة وأن هناك تراكمات كثيرة هي التي جعلت الناس تخرج وتعتصم، بل ونحيي من اعتصم اعتصاما سلميا داخل البلد ووجه رسائل هامة إلى صاحب الجلالة السلطان المعظم وإلى الحكومة، ولكن ليس معنى هذا أن يأتي أحد ويستغل الظرف ليتحدث من بروكسل أوبرلين أو روما ولندن وواشنطن ويقول عن نفسه إنه معارض عماني أو مفوض من قبل الشعب العماني للتحدث عنه!

إن الوضع في عمان لا يختلف عن الوضع في أي مكان في الوطن العربي فها نحن بدأنا نرى بوادر ظهور أشخاص مثل الجلبي في العراق ومثل ثوار حلف الناتو في ليبيا ومثل المعارضة العربية بصفة عامة التي هي في الحقيقة أسوأ من الحكومات العربية لأن منشأها ليس من داخل الوطن إنما منشؤها من الخارج وهي دائما الطليعة في كل مكان والتي تأتي دائما على ظهر القاذفات الأمريكية والطائرات الأطلسية ثم يتم تجاهلها وتُرمى إليها العظام لتقتات منها بعد أن تحقق الدول الغربية مصالحها وبعد أن تكون قد دمرت الوطن كله، ولنا في العراق مثل ولنا في ليبيا مثل وسيكون لنا في سوريا مثل وهكذا...

وإذا كنت أردد دائما أن الدول تستمد شرعيتها من الداخل لا من الخارج ، فإن ذلك ينطبق على الأشخاص أيضا، فلا معنى أبدا أن ينحاز محمد اليحيائي إلى قناته –وهي المعروفة أصلا توجهاتها ورسالتها– وأن ينحاز إلى مهنيته على حساب وطنه، فمهما يكن لن يكون له قيمة إذا ربح أمريكا وخسر عمان..!

ولا بد لنا في عمان أن نعيد ترتيب أوراق إعلامنا بحيث نفتح الباب ونعطي الفرصة لكافة شرائح المجتمع للتحدث عبر الوسائل المحلية حتى لا يلجأوا إلى الوسائل الأجنبية وهي كثيرة ومستعدة أيضا.
منشور في جريدة الرؤية العمانية في الثلاثاء, 20 سبتمبر/أيلول 2011 03:04 في الوصلة

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة