site meter

search

Google

result

Tuesday, April 12, 2011

فعاليات ندوة تطور العلوم الفقهية في سلطنة عمان - التقرير الثاني


جمعت العلماء من مختلف البلدان والمذاهب وهو هدف عظيم

متابعة: سيف الخروصي وسيف الفضيلي

ناقشت ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان «الفقه الاسلامي في عالم متغير» أمس ضرورة إيجاد البديل الاسلامي للالعاب الالكترونية حتى يعبر هذا البديل عن الهوية العربية الاسلامية وحتى تستجيب هذه الالعاب إلى الخصوصيات الثقافية والحضارية في البلدان العربية والاسلامية لان معظم الالعاب او أكثر الالعاب قد وردت الينا من دول أخرى وهي مقرونة في بعض احوالها بملابسات ثقافية وبأحوال حضارية معينة لا تتساير مع خصوصياتنا الدينية والثقافية والحضارية.

كما ناقشت المقاصد الشرعية من فروض الكفاية التي تنمي المجتمع وتغرس فيه ما يمكن ان يسمى منظمات المجتمع المدني، وبينت ان الفروض الكفائية تراقب سلوك المجتمع وتحاول ان تطور من أساليب أداء بعض الفروض فمثلا في التعليم أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتعلم والتعليم كما في القواعد الشرعية وهو فرض كفاية لكن هذه الكفاية لا بد ان تؤدى على وجهها المطلوب فنجد ان التعليم لم يعد مقتصرا على العلوم الشرعية كما في الماضي،بل تعداها إلى العلوم الصناعية والمهنية بجميع حرفها الطب وغير ذلك.

وعبر عدد من المشاركين وحضور الندوة خلال لقائنا بهم عن بالغ تقديرهم لما تتضمنه هذه الندوة وأكدوا على انها تساهم بفاعلية في التفاعل مع ما يطرأ من متغيرات واحداث كما انها تساهم وبشكل منقطع النظير على توحيد الكلمة ولم الصفوف ولا أدل على ذلك من ان يجتمع علماء من شتى المذاهب الاسلامية تحت سقف واحد يناقشون ويقدمون الحلول بصوت واحد سعيا منهم لتقديم كل ما هو أجدر بالامة التعامل معه وخاصة في خضم هذه المتغيرات التي تتوالى بسرعة ما يستدعي من علماء الأمة التصدي لها والتعامل معها وفق المنهج الاسلامي الصالح لكل زمان ومكان.

يقول الدكتور عبدالرحمن بن سليمان السالمي رئيس اللجنة المنظمة للندوة: ان انعقاد الندوة جاء بتوجيهات من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله ورعاه - وتتميز هذه الندوة عما سبقها من الندوات بعدة عناصر من بينها ان النص الفقهي او النص المقدس الالهي يكون ثابتا وعلى الفقيه ان يعلم ان المتغيرات كانت هائلة بحيث ان الفقيه لا يكاد يتبين منها مما اعتاد عليه الجيل السابق كما ان المطلوب من الفقيه ان يلم بعدة تخصصات وعلى الفقيه ايضا ان لا يكتفي بعلوم المقاصد فهو بحاجة إلى علوم الوسائل التي توصله إلى ايجاد المقصد الشرعي.

فالعالم تقاربت اجزاؤه ومجالاته وصار الفقيه كالباحث الاستراتيجي في هذا فاذا كان الباحث يستشرف المستقبل فكذلك الفقيه عليه ان يستشرف المستقبل على حسب القاعدة التي تقول تغير الاحكام بتغير الزمان.

والندوة تركز على عدة محاور منها متغيرات المفاهيم في اصول الفقه وما قام به الفقهاء المسلمون من جهود لمساوقة ركائز العصر وما تفيد التجربة من النص وكذلك معنى الاجتهاد ومعنى تغير قواعد الفتوى والوظائف الجديدة في الفتوى والقراءة في المسؤوليات في ضوء المتغيرات والمفاهيم مثل فروض الكفاية وعلاقتها بالمقاصد الشرعية واين تقع هذه المقاصد الكفائية في علوم الأصول كما تتناول الجانب الذي يتعلق بالمتغيرات التي على الفقيه ان يتعاطى معها حول المسائل الفقهية والثورة المعلوماتية والتجارة الالكترونية والعقود عبر الزواج والطلاق ومعاني حرية تداول المعلومات، كما انها تتناول الاجتهاد الجماعي وكيفية عمل المؤسسات الاسلامية في عالم متغير وعمل المجامع الاسلامية وقضايا فقه الجنسية والمواطنة والهجرة وعلميات الاختلاط التي يعيش فيها المسلمون وكيفية الحفاظ على القيم الاخلاقية والأنظمة وكيفية الممارسات في المجتمعات الأخرى، كما تتناول الفقه الاسلامي في القانون الدولي وصنع المعاهدات الدولية وكيفية انجاز المسائل لدى الفقهاء في قضايا القانون الدولي وقوانين عدم التمييز والاتفاقيات الدولية.
 
بحث اجمالي
 
وفيما أنجزته ندوة تطور العلوم الفقهية على مدار العشرة الأعوام الماضية فبطبيعة الأمر يتمثل في أمرين أولهما انها بحثت في المسائل الكلية التي تعتبر المفاصل الاساسية في تطور الفقه بشكل اجمالي خلال عقد من الزمن مما جعل لها روح التواصل كما انها أظهرت مفاهيم وتوسعا في الأنظمة إلى الفقه بصورتها الاجمالية الشاملة ولم تنظر إلى المسائل الجزئية الا على سبيل الاستئناس بهذه المسائل وهذه النظرة الكلية هي التي جعلت لها تصورا خاصا بها كما انها أصرت على صناعة الاجتهاد والتجديد نظرا لامتلاء العالم بالحركات والأفكار مسايرة ذلك بالتقنين او بالمقاصد او بفقه التوقع او بفقه العمران او بالفقه الحضاري كل هذه الامور كانت مواكبة لهذه الندوة كما انها جعلت كذلك أمرا خاصا وهو الدافيعة إلى نوع من الاجتهاد الجماعي بهذه الروح بين العلماء وشتى المذاهب الاسلامية.

ويضيف الدكتور مبارك بن سيف الهاشمي استاذ في كلية التربية الاسلامية قسم العلوم الاسلامية بجامعة السلطان قابوس ان حضور هذه الايام ندوة تطورالعلوم الفقهية في عمان (الفقه الاسلامي في عالم متغير) دليل على عناية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لمتابعة المستجدات الاسلامية بصفة عامة واختيارها هذه العناوين تعتبر موفقة توفيقا كبيرا في اختيارها الموضوعات الحية والمتجددة في العالم الاسلامي وهناك توفيق آخر بجمعها العقول المتنوعة من مختلف علماء الاسلام بحيث انهم يلتقون على موضوع معاصر يطرحون فيه افكار وعلماء الدين الاسلامي من خلال رسالتهم كمسلمين وعلماء في مراكزهم وبلدانهم وما احوج الامة الاسلامية لمثل هذه الملتقيات وهذه الندوات التي تغطي جانبا مهما في حياة المسلمين ومرجعيتهم الدينية وخاصة الفقه الاسلامي المعاصر وكثير من الأحداث المتغيرة في عالمنا الاسلامي اليوم يتطلع كثير من المثقفين والواعين إلى ما هي الثوابت في الامة الاسلامية ليعالجوا بها هذه المستجدات المعاصرة ومن خلالها يستطيعون القبول او العودة إلى ثقتهم في دينهم واصولهم وانتماءاتهم الدينية فكل هذا لا محالة دليل واضح على تجدد الفكر الاسلامي وعلى قدرته في وجوه عطاءاته المتجددة في حياته المعاصرة والمستقبلية .

المهم ان يجد هذا الدين العقول الواعية والمخلصة والمتجردة من المنافع والمطالب الشخصية او المنافع المحدودة إلى رسالتها الدينية والمخلصة لله سبحانه وتعالى آملين ان شاء الله ان تكلل هذه الجهود بالنجاح والتوفيق وان يكتب لمثل هذه الندوة الرضا التام بان تكون موضوعاتها تعالج كثيرا من القضايا المعاصرة التي يحتاج اليها الانسان.

ومن جانب آخر لكون هذه الندوة العاشرة من سلسلة العلوم الفقهية في عمان هذا دليل واضح على ان هناك عزما من وزارة الاوقاف والشؤون الدينية انها تبحث وتقدم في كل عام جديدا من احتياجات العالم الاسلامي في دراسة القضايا المستجدة وقد وصلوا إلى هذه الندوة العاشرة بعزم واصرار وتجديد مستمر بحيث ان المشارك في هذه الندوة يدرك انه يشارك في قضايا جديدة معاصرة لا يشعر بالتكرار وانما يشعر بالتغيير والحاجة إلى مثل هذا التغيير وكل هذا يدفع كثيرا من الباحثين إلى انهم يعودون إلى اصولهم وتراثهم ويفتشون من خلالها بقراءتها بروح العصر وبمفاهيم معاصرة يستطيعون من خلالها ان يخدموا دينهم وامتهم ووطنهم وفي نفس الوقت يجددون تراثهم العلمي والفكري بلسان معاصر وبلغة معاصرة قريبة من واقع الانسان المعاصر.
 
على ارض الواقع
واوضح افلح بن احمد الخليلي رئيس قسم الدراسات والبحوث بمكتب الافتاء أن هذه الندوة العاشرة تأتي بحلتها القشيبة وهي تتناول الفقه الاسلامي في عالم متغير فبين الركيزتين الفقه الاسلامي من ناحية والنظر إلى العالم المتغير تكمن أهمية هذه الندوة والندوة تسعى من بداياتها الأولى من افتتاحها بل من تحضيراتها الأولى حتى اتمام فعالياتها إلى تنزيل الحكم الشرعي على ارض الواقع لأن الله تعالى انزل كتابه ليكون واقعا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مجسدا للقرآن الكريم وذلك ما بينته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها حينما قالت (كان خلقه القرآن) فلهذا لا بد ان نجسد تلك التعاليم في واقع حياتنا فكيف يتسنى لنا ان ننزل الحكم الشرعي في عالم متغير هذا ما تبحثه هذه الندوة ولهذا تتناول الأبعاد الأصولية في عالم متغير وتتناول المتغيرات وشتى أنواعها وتتناول كثيرا من التفصيلات التي لها أهمية بالغة في كل ذلك.


وعن أثر الندوات السابقة يقول: يمكن ان نقسم اثرها إلى العلماء والحضور واثرها على المنظمين انفسهم فبالنسبة لأثرها على العلماء ذات المواضيع المطروحة فتحت آفقا جدية وكشفت لهم عن تجربة من التجارب المهمة التي لا بد ان يستفاد منها وهي تجربة عمان هنا لأن الندوة تدور حول المحور الاكبر الذي هو تطور العلوم الفقهية في عمان والجانب الآخر هو جانب اثر ذلك على الحضور فقد استفاد من هذه الندوات ومن تصوراتها وما إلى ذلك وبالنسبة إلى اللجنة المنظمة ذاتها حمدت الله تعالى على أن يسرها ووفقها لهذا الامر وهي تستمد من الله تعالى العون والتوفيق بان يفتح لها آفاقا جديدة وان ييسرها للعمل بما يحبه ويرضاه وتحقق المبتغى بإذن الله تعالى.
 
هدفنا عظيم
وأوضح عبدالله بن حمود العزي من اليمن (مشارك) ان لهذه الندوات فوائد كثيرة فنجد ان من ابرز الامور التي يمكن يستفيد منها المشارك او الباحث او المتابع لها أولا انها تجمع العلماء من مختلف البلدان والمذاهب وهذا بحد ذاته يعتبر هدفا عظيما لجمع العلماء وجمع كلمة العلماء ومن اجل ان يتدارسوا القضايا التي تهم الامة في القضايا الشرعية.


الفائدة الثانية ، انها عرفت المجتمع الخارجي السلطنة حيث ان عمان لم نكن نعرف تاريخها ولم نعرف ما لديها من ثراء فقهي ومعلومات اسلامية رائعة.

الفائدة الثالثة، ان المشارك الخارجي ينطبع في ذهنه اخلاقيات لا يمكن ان تنسى سواء من القائمين على هذه الندوة او من الشعب العماني نفسه، يعني اخلاقيات عظيمة، اخلاقيات المجتمع المسلم المتماسك.

الفائدة الرابعة، ان طلبة العلم العمانيين والمشاركين من الأكاديميين والجامعيين وغيرهم يخرجون بفوائد خلال هذه الندوة لا يمكن ان يحصلوا عليها خلال اشهر في غيرها، هذه أبرز التقييمات التي يمكن ان نخرج منها في هذه الندوات.

وهذه الندوة تواكب التغيرات وتمام عقدها الأول اتى في ظل من الممكن ان نسميه منعطفا خطيرا تمر به الامة فلذا انها أتت لتدق الجرس لا بد ان ننتبه لجعل الاسلام يواكب هذا التطور الحاصل في العالم ان الاسلام أتى كرسالة جامعة وشاملة لا بد أن نبرز رسالة الاسلام بتجديد افكارنا لان الاسلام عنده ثوابت ولكن هناك وسائل متغيرة لا بد ان تكون هذه الوسائل محل دراسة وتطور بتطور الزمان والمكان.

وحول ورقة عمله التي القاها أمس يقول العزي تتضمن المقاصد الشرعية من فروض الكفاية، من المعرف وان الفروض هي عينية وكفائية، عينية تتعلق بالفرد وتزكية الفرد ولكن الفروض الكفائية تتعلق بالمجتمع ومصلحة الامة فلذا نحن حاولنا في هذه الورقة ان نبين ما هي المقاصد الشرعية لفروض الكفاية، وقلنا من المقاصد الشرعية لفروض الكفاية انها تنمي المجتمع وتغرس فيه ما يمكن ان يسمى منظمات المجتمع المدني، هذه إحدى النقاط.

النقطة الثانية ان الفروض الكفائية تراقب سلوك المجتمع وتحاول ان تطور من اساليب أداء بعض الفروض، مثلا في التعليم نجد ان الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتعلم والتعليم كما في القواعد الشرعية هو فرض كفاية لكن هذه الكفاية لا بد ان تؤدى على وجهها المطلوب فنجد ان التعليم لم يعد مقتصرا على العلوم الشرعية كما في الماضي، بل تعداها إلى العلوم المهنية بجميع حرفها الطب وغير ذلك فلذا حاولت من خلال هذه الورقة ان ابين هذه الجوانب في الفروض الكفائية وابين ان الفروض الكفائية لا يمكن ولا يجوز لنا ان نقصرها على صلاة الجنازة والدفن وغير ذلك بل لا بد ان نضطلع بالقيام بها لاننا مسؤولون جميعنا إذا لم تؤدى الفروض الشرعية او الفروض الكفائية على الوجه المطلوب فإنها تصبح عينية وتكون عينية على كل واحد منا فلا بد ان يسد أي ثغرة او أي خلل في نقص في الفروض الكفائية لكي تعم البشرية السعادة في جميع جوانبها المختلفة.
اطلاع على المدارس الفقهية

 
نور الدين مختار الخادمي استاذ التعليم العالي بجامعة الزيتونة بتونس تخصص الفقه وعلومه ومدير مدرسة الدكتوراه بنفس الجامعة، يقول شاركت للمرة الثانية في سلسلة هذه الندوات، الأولى في ندوة الأصول والمقاصدية فقه التوقع، والآن أشارك في هذه الندوة بورقة موسومة بالرؤية الفقهية والألعاب الالكترونية، وهي تتعلق ببيان الرؤية الفقهية للالعاب الالكترونية والرؤية الفقهية وهي ذات شقين، الأول يتعلق ببيان الاحكام التفصيلية للالعاب الالكترونية ولصورها واحوالها وانواعها وغير ذلك، والثاني يتعلق بالرؤية الفقهية الكاملة الاجمالية من حيث الاصول والمقاصد والقواعد لان الحكم على التفاصيل يتأسس على معرفة اصول التشريع وقواعد الدين فالمسألة ليست فقط بيان احكام تفصيلية بقدر ما هي تقرير للاصول والقواعد الكبرى التي سيحكم بها على تفاصيل احكام الالعاب الالكترونية ثم تطرقت في هذه المداخلة إلى ضرورة ايجاد البديل الاسلامي للالعاب الالكترونية حتى يعبر هذا البديل عن الهوية العربية الاسلامية وحتى تستجيب هذه الالعاب إلى الخصوصيات الثقافية والحضارية في البلدان العربية والاسلامية لان معظم الألعاب او أكثر الألعاب قد وردت الينا من دول أخرى وهي مقرونة في بعض احوالها بملابسات ثقافية وبأحوال حضارية معينة لا تتساير مع خصوصياتنا الدينية والثقافية والحضارية، من مثل ذلك هنالك لعبة هي من يضرب مكة المكرمة يحوز على مائة نقطة او ان النجاة للاعب تكون بالظفر بالصديقة والعشيقة مثلا هذه بعض القيم التي ليست من قيمنا هي قيم قوم آخرين ونحن اذا لم نحدث البديل الاسلامي فقد يتأثر اطفالنا وناشئتنا ببعض هذه القيم التي لا تعبر عن ديننا وقيم امتنا ومجتمعنا.

وعن ما رسخ في ذهنه خلال مشاركته في ندوتين من هذه الندوة وما اطلع عليه من عناوين لباقي الندوات يقول الخادمي من خلال ندوتين او من خلال ما اطلعت عليه عن باقي الندوات من خلال بحوثها المطبوعة وتصلني اصداؤها من خلال الطلبة العمانيين الذين يدرسون في تونس ويسجلون الدكتوراة والماجستير ولنا تواصل معهم وهذا التواصل مكننا على التعرف على هذه الندوات وموضوعاتها.

وما استخلصه من هذه الندوات أولا عنايتها الدقيقة بالفقه الاسلامي وبموضوعاته ومسائله وقضاياه وهذا العناية كانت عناية دقيقة وعميقة من الناحية المعرفية العلمية حيث حررت المسائل وحققت المصطلحات ووجد الترابط والتناسق بين الموضوعات الفقهية المختلفة، الاستخلاص الثاني، ان هذه الندوات كانت فرصة لمعرفة المذهب الاباضي والفقه الاباضي والمدرسة الاباضية هذه المدرسة التي كنا لا نعرف عنها الكثير والآن بحمد الله سبحانه وتعالى تعرفنا على هذه المدرسة في اصولها وفروعها وفي انتاجها الفكري ووجدنا انها مدرسة سنية اسلامية بيننا وبينها تقارب وتوافق وما هو مختلف فيه فهو من قبيل الاختلاف المحمود المتقرر بين المذاهب الفقهية المعروفة والمعتبرة في العالم الاسلامي.

المستخلص الثاني ان هذه الندوات الفقهية مكنت العلماء من التقابل والتواصل وقللت من دوائر الاختلاف واحكامه واطلعت اخواننا في المدرسة الاباضية بما هو موجود في المدارس الفقهية الأخرى وبهذا حصل هذا التواصل والتناسق بين جميع المذاهب والمدارس وهو الذي ندعوا اليه في اللحظات الراهنة ان نتوحد، وليس هذا يعني ان لا يبقى الاختلاف قائما فالاختلاف المحمود حقيقة في الدين وفي موضوعه وفي مجاله والمسلمون يتحدون في الاصول وفي القواعد وفي المبادئ وفي كثير من التفاصيل التي هي ليست موضوع اختلاف والأمر محسوم من الناحية المعرفية، فإخواننا في المدرسة الاباضية ايضا تعرفوا على المدارس الأخرى كما تعرف غير الاباضيين على المدرسة الاباضية وبهذا حصل التوافق والتعاون وتمتين الاواصر بين الجميع.

وحول سؤالنا له عن سلبيات وايجابيات مثل هذه الندوات يقول الخادمي : ربما انا كتبت بعض التوصيات وهي شكلية وهو ان اعداد الملخصات للابحاث وتسليمها للمشاركين قبل بداية الندوة لان الملخصات المحددة والمركزة تعين كثيرا في قراءتها جميعا وفي تقويمها والحكم عليها وبالتالي في اثرائها وتطويرها عن طريق التعليقات وغير ذلك. ومن بين التوصيات ضرورة ان تلتفت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية إلى هذه الندوات ووضع مشاريع قرارات وفتاوى فقهية حتى تكون نتيجة لهذه البحوث فربما تكلف هيئة فقهية اجتهادية متخصصة تخرج من هذه البحوث مشاريع قرارات وفتاوى فقهية يمكن ان تقدمها للمجامع كي يصدروا فيها فتاوى نهائية او ممكن للاخوة هنا ان يتخذوا فيها موقفا فقهيا اوليا او منتهيا يكون إطارا مرجعيا للفقهاء والمفتين وللدوائر الفقهية المختلفة لانه لا بد من ثمرة لهذه الندوات بالإضافة إلى الثمرة العلمية وإلى تواصل العلماء وخدمة الفقه الاسلامي فلا بد من إيجاد ثمرة وهي إيجاد الفتاوى والقرارت التي ستعين المستفتين وستقدم حلولا للمسلمين في شتى القضايا المتصلة بموضوعات هذه المداخلات.

وفيها توصية أخرى باقتراح عناوين اخرى تكون في الندوة القادمة أولا مثلا عنوان تطور المصطلح الفقهي لانه من خلال اطلاعي على الدورات السابقة ليس هناك اهتمام بهذا الموضوع كعنوان مفرد فمن الممكن أن تعنى دورة قادمة بمصطلح التطور الفقهي وتطور مصطلح القواعد الفقهية ومصطلح المقاصد الفقهية ومصطلح الاصول الفقهية هذا مهم جدا لأنه يخدم قضية معاصرة تعرف بتاريخ الافكار والمفاهيم، وكذلك بالامكان ان يخصصوا ندوة اخرى في مسألة فوضى الافتاء ومسألة أخرى وهي مهمة جدا الآن وهي قضية المذهبية واللامذهبية في العالم الاسلامي او دعوة اللامذهبية لوجود بعض الناس الآن يدعون إلى اللامذهبية بمعنى الغاء المذاهب والعودة مباشرة إلى الكتاب والسنة، هذه دعوة خطيرة جدا ونحن لا نتصدى لها فقط بالكلام الاعلامي العام بل لا بد لها من دراسات علمية حتى نقنع اخواننا الذين يدعون إلى هذه الفكرة بعلم قوي وغزير وبأدبية اسلامية عالية وبتوافق بين الجميع.
 
فرصة
 
وقالت مريم بنت عبدالله الجابرية: هذه الندوة فرصة لي للتعرف على نخبة من العلماء وآرائهم في بعض القضايا الفقهية المعاصرة التي لها أهمية خاصة في كثير من المسائل في حياة الامة.

كذلك هي فرصة للتقارب بين المذاهب الاسلامية في فترة تشوبها الكثير من القلاقل في هذا الشأن وبالنسبة لي كطالبة علم هي فرصة لي للاطلاع عن قرب على آراء العلماء ومستجدات الفتوى بمشاركة نخبة من العلماء.
 
قوة مداخلات
 
ميمونة بنت حميد الجامعية تقول: تعتبر الندوة اضافة إلى المكتبة العمانية وإلى الفقه الاسلامي عموما بما حملت من اوراق قيمة ومرجعا للراغب في التعرف عن قرب على القضايا الفقهية وخاصة ان هذه الندوة جاءت مواكبة لقضايا تلامس الانسان في عالمنا المتغير كما دل عليه العنوان ، وأهم ما يميز هذه الندوة قوة المداخلات ودقة الملاحظات المقدمة من المشاركين اثناء فترة النقاش مما يفتح آفاقا رحبة لمعالجة جوانب كان المرور عليها سريعا من قبل الافاضل مقدمي الأوراق.
 
النظر بعين الشريعة
وتؤكد سلامة بنت ناصر اللمكية: ان إقامة مثل هذه الندوات من شأنها الارتقاء بفكر الفرد المسلم، وتوسيع مداركه وفتح آفاقه على قضايا مهمة ذات صلة كبرى وأهمية بالغة بحياته وواقعه المعاصر، خاصة اذا ربطت بعالم تتسارع فيه المتغيرات وتتحدث فيه القضايا ، عندها لابد من الوقوف والنظر اليها بعين الشريعة ومن منظور الفقه الاسلامي ليحظى المسلم بسعادة الدارين فتركن نفسه إلى الطمأنينة والاستقرار لتمسكه بمبادئ دينه وعقيدته الاسلامية.

 
بحوث اليوم
 
المصطلحات الفقهية العمانية المتعلقة بالاجتهاد والتطوير لخميس العدوي، منهج المجامع الفقهية في العالم غير الاسلامي في معالجة القضايا المعاصرة (فقه الاقليات) للدكتور سعود الحبسي، مظاهر الاجتهاد الجماعي في الفقه العماني للدكتور اسماعيل الاغبري، الرؤى الفقهية في الفقه الاباضي المعاصر بين المشارقة والمغاربة (مقارنة بين فتاوى الشيخ ابراهيم بيوض والشيخ الخليلي) لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله السيابي، آلية الاجتهاد في القضايا المعاصرة عند الامام السالمي للدكتور عبدالله المعمري، فكرة الجنسية في الفقه الاسلامي وقواعدها الشرعية للدكتور عبدالستار ابو غدة، قواعد الجنسية في الاسلام للدكتور ناصر الحجري، تحقيق المناط الفقهي بين التأصيل والتأويل للدكتور عبدالله فدعق، نوازل فقه الهجرة في التراث للدكتور محمد بن موسى بابا عمي، المواطنة ومفاهيمها للدكتور محمد زاهد جول، النظرة الفقهية لاحكام المواطنة للدكتور سليم العوا، التأصيل الفقهي لقواعد القانون الدولي للدكتور عادل عبدالله.
 
بحوث الأمس
 
بلغ عدد البحوث المقدمة أمس بالندوة 11 بحثا نقدم بعضا منها من خلال افراد مساحة لأهم العناوين البحثية وتلخيصها ليتسنى للقارئ الكريم الاغتراف من معينها.

دور المصالح المرسلة في علاج المستجدات
المشارك: د. محمد بن راشد الغاربي: بيَن معنى المصالح المرسلة وعرفها من الناحية اللغوية والاصطلاحية وعرض لمذاهب العلماء في حجية المعالم المرسلة وأسباب الخلاف في ذلك وأدلة القائلين بأن المصالح المرسلة ليست بحجة ووجوه العمل بالصالح المرسلة في أحكام المستجدات وتغير الفتوى بتغير المصلحة التي بني عليها الحكم، وتوصل المشارك إلى أن المصالح المرسلة منهج تشريعي خصب مشبع لحاجة الناس في كل زمان ومكان وعامل أساسي للإبقاء على حيوية الشريعة وأن ما أورده من تصرفات الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من سلف الأمة في علاج المستجدات التي واجهتهم عن طريق المصالح المرسلة لدلالة جلية على أهمية العمل بهذه القاعدة التشريعية في علاج القضايا التي تستجد في أي عصر من العصور ومصر من الأمصار وأنها خير وسيلة لعلاج ما ينزل بالمسلمين من حوادث يحتاجون إلى تبين الحكم الشرعي فيها كما أشار المشارك إلى أنه من خلال تطبيق قاعدة المصالح المرسلة علاج كثير من المستجدات في حياة المسلمين سواء أكانت تلك المستجدات سياسية أم اقتصادية أم ثقافية أم اجتماعية كما أن العمل بالمصالح المرسلة ليس انفلاتا من النصوص الشرعية أو خروجا عليها أو حكما بالرغبة والهوى والتشهي، وإنما هي حكم بروح النصوص ومقاصدها إلى جوار ألفاظها وعبارتها، وهو يمثل لوناً من القياس على النصوص ليس في عبارتها ومبناها ولكن في مقاصدها ومعناها، كما أن العمل بالمصالح المرسلة أمر يجب فيه التحفظ والاحتياط وغاية الحذر من غلبة الأهواء حتى يتحقق العمل بها على وجه شرعي صحيح وذلك لا يكون إلا بمراعاة شروط صحة العمل بها .


الرؤى الفقهية من أحكام كتاب التعارف لابن بركة
المشارك د. مصطفى باجو: تضمن البحث العناصر الآتية: مقدمة حول موقع الفقه ودوره في الحياة، ثم تجديد الفقه الإسلامي، وموقع ابن بركة من هذا التجديد، وتوصيف كتابيه الجامع والتعارف، وإسهامه في نظرية المعرفة والتنظير لمصادر المعرفة وبيان درجات اليقين في العلم، وأهمية التواتر مصدرا للعلم، ثم التأصيل لبناء الأحكام على طمأنينة القلب، وهو أساس حجية العرف، ثم إثبات دليل العرف، وبيان أهميته وضرورته للاجتهاد، وبه يمكن للفقه استيعاب مناحي الحياة.


وبين البحث أن تمازج الفقه بالأصول ، مجليا بناءه على أساس اليسر في الأحكام، وهو ما دعا ابن بركة إلى بيان أن التشدد منافٍ لروح الشرع: ثم كان عرض التطبيقات المتعددة للعرف في مجال المعاملات المالية، مثل صكوك دفع الديون، وبيع الصرف، و مشروعية بيع المعاطاة، ودخول البيوت بغير استئذان، ودخول غرف الطعام في الأسواق ودور العرف في القضاء والأحكام

كما بين أهمية اعتماد العرف في الخبرة والاختصاص. ويتجلى من خلال هذا العرض معالم شخصية ابن بركة ورؤاه الفقهية، التي تجسد مميزات مجتهد بصير، يتحرك في إطار معالم اليسر والاعتدال، وينأى عن التشدد والتنطع، ولا يفتأ يردد آيات اليسر ورفع الحرج، ويحمل على من يتعامى عنها، بل ويسمه بالجهل والبعد عن هدي الكتاب وسنة المصطفى المختار. وإسهام ابن بركة في رؤاه الفقهية تجربة رائدة تستحق التنويه، حتى تترسم العقلية الاجتهادية المعاصرة خطاها، وهي ترسم معالم الاجتهاد السديد، فهمًا للدين واستيعابا لحقائقه، وإدراكا لواقع الحياة، لضمان احتضان الناس في رحاب الشريعة الغراء. وتلك أهم مقاصد الإسلام، بل هي غاية الشريعة بلا مراء.

منهج المجامع الفقهية في العالم الإسلامي في معالجة القضايا المعاصرة
المشارك: أ. د. وهبة الزحيلي: تكلم المشارك في بحثه عن المجامع الفقهية في العالم الإسلامي وطريقة عملها في معالجة القضايا المعاصرة منها مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة الذي تأسس عام 1962 والذي أصدر فتاوى في حكم الربا في الشريعة وحكم التأني وأيضا المجمع الفقهي الإسلامي في مكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي والذي بدأت دوراته عام 1398هـ حيث أصدر المجمع خلال تلك الفترة أكثر من خمسة قرارات في العقيدة والعبادات والفقه أيضا الاقتصادي والسياسي ومن أبرز قراراته بيانه لحكم التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب وتشريح جثث الموتى ورفع أجهزة الإنعاش، وكذلك مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي أنشئ عام 1981م ومجمع الفقه الإسلامي في الهند ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وكندا وأشار الباحث في نهاية ورقته إلى أن المجامع الفقهية راعت فقه الأولويات وتميزت بالسماحة وعدم التعصب لمذهب معين، وبالتزام مطلق الحرية في النقاش والعمل بمبدأ الاجتهاد الجماعي ومناقشة الأمور الحديثة واستخلاص النتائج والتصويت على القرارات إذا لم يكن هناك اتفاق، كما أنها لم تتقيد بالفقه الضيق أو التعصب لرأي معين ولا مراعاة لسياسة دولة في قضايا الاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية مما أكسب هذه المجامع سمعة عالمية.

 
فقه الهجرة وضوابطه
 
المشارك: د. رضوان السيد: أشار إلى الهجرة ومشكلاتها وأسبابها الاقتصادية والمعيشية ولا سيما ذلك السيل الجارف من هجرة المسلمين الذين هاجروا ويهاجرون إلى أوروبا والقارة الأمريكية، كما أشار إلى هجرة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ إلى يثرب عام 622م وأشار أيضا إلى فتاوى الفقهاء بعد سقوط صقلية في أيدي النوماند بين عام 1090م واستيلاء الصليبين على بيت المقدس وأكثر نواحي الساحل الشامي في أواخر القرن الخامس للهجرة، فبين أقوال الفقهاء من أحناف ومالكية وإباضية من ناحية ضرورة الهجرة من عدمها، ثم تكلم المشارك عن أحوال المسلمين في غير دار الإسلام في أوروبا وغيرها وما يتعرضون له من مشاكل في دينهم، فبين أن شبان المسلمين هناك يؤكدون على هويتهم الخاصة بكل السبل وقد تعلموا بالتدريج الحجج والشروط التي اعتقدوا أنها تسمح لهم بالانتماء إلى أوروبا، من مثل المواطنة وحقوقها والتعددية الثقافية وإمكانياتها والإفادة من وسائل الخصوم وتمايز المهاجرين أواندماجهم وصلت بهم إلى حد الاستفتاء في سويسرا على حرمان المساجد من المآذن والمنادات بحجة مخالفتها للطرق المعمارية الأوروبية.
 
فروض الكفاية وأهميتها ومقاصدها وكيفية الاستفادة منها
المشارك د. حمد الحمر: أشار الباحث إلى التعريف اللغوي والاصطلاحي لفرض الكفاية، كما حدد مفهومه وأقسامه وأصله وأورد الفروقات بين الفرض العيني والفرض الكفائي، كما وضح آراء الفقهاء والعلماء فيه ولا سيما في نظر الإمام الشاطبي، وانتهى الباحث إلى ما أورد الشاطبي من أن الفرض الكفائي هو من باب العلم الذي يراد به العام ويدخله الخصوص لأن الخطاب موجه ابتداء إلى المجموع الكلي الذي يشمل القادرين وغير القادرين على تحصيله وأدائه ولكنه في الأخير سيرتبط الخطاب ببعض من تتوفر فيه الأهلية المتنوعة.


وختم الباحث ورقته في أن الطلب الكلي بإقامتها يبقى موجهاً لجميع الأمة لعموم الخطاب فيها، علاوة على أهميتها وخطوتها، فبذلك تتحرك همة ووازع كل واحد من أفراد الأمة ومجتمعاتها المدنية المتعددة التوجهات والتخصصات، وتنبعث داعية التكليف فيه حتى يؤدي الواجب وتتحقق مصلحته، فإن شعور المسلمين بعد المسؤولية عن الفروض الكفائية هو الذي أدى إلى انكماش مجالاتها وتصور فهمها استتبع ذلك بداهة تفريط الجميع أوالأغلبية وسادت روح التواكل والتقاعس فضاعت مصالح ومقاصد عامة مهمة جراء هذا الفهم الخاطئ ولا جرم أن المقصود بالكفايات هو تحقيق المصلحة العامة ليكون المجموع في خدمة المجموع، فيجب ترسيح الحكم الحقيقي لفروض الكفايات وتصحيح الفهم الخاطئ لها، وإسعاد الأمة أنها جميعاً مخاطبة بفروض الكفاية إن أداء أو ايجابا.

منشور في جريدة عمان 11 أبريل 2011م

فعاليات ندوة تطور العلوم الفقهية في سلطنة عمان - التقرير الأول في





































No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة