site meter

search

Google

result

Friday, March 13, 2009

في ذكرى المولد النبوي الشريف

زاهر بن حارث المحروقي
كاتب عماني
10 مارس 2009م
تمر علينا اليوم ذكرى مولد خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والأمة الإسلامية أحوج ما تكون إلى العودة إلى التمسك برسالته وبسنته صلى الله عليه وسلم ، بعدما ذاقت من الويلات ألوانا وأشكالا وأصبحت في مؤخرة الركب البشري وذلك بما جنته على نفسها بالابتعاد عن منهج الله واتباع منهج أعدائها حتى أصبح التفرق هو السمة البارزة للعرب والمسلمين .
إن مولده صلى الله عليه وسلم كان إيذانا ببدء مرحلة جديدة للبشرية وكانت بعثته إيذانا بإقامة عدل عالمي على مستوى الفرد والجماعة والدول ، مما أدى إلى أن تسقط أركان الظلم وتتساوى حقوق الإنسان وأن ينتشر العدل وتعم الأخلاق الناس أجمعين ، كما أن بعثته عليه الصلاة والسلام جاءت إيذانا لأتباعه من المؤمنين والمسلمين بأنهم أهل عزة وكرامة وبأن هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس ، ولكن هل هي كذلك اليوم ؟
إن الأمة الإسلامية اليوم وفي قلبها الوطن العربي في أسوأ وأضعف حالاتها فهي تتعرض للاحتلال والدمار والخوف والرعب ويقع عليها ظلم قاتل من كل حدب وصوب ، ويتعرض المسلمون للإبادة الفردية والجماعية في وضح النهار وتتعرض المقدسات لخطر الهدم ، وتترمل النساء ويتيتم الأطفال ولا مجيب لصيحة وامعتصماه ، والمسلمون مشغولون بتوافه الأمور وبالخلافات الضيقة ويتركون الجوهروالأساس .
لقد أصيب المسلمون بالضعف والهزيمة واختلط الأمر على الكثير منهم حتى لم يعودوا يفرقون بين الحق والباطل وتشتت أذهان الشباب بين فتاوى جانبية تافهة ولم يجدوا من يأخذ بيدهم وسط حيرتهم ، ووجدوا من يبرر لفكر الهزيمة ويفلسف الأمور على هواه واختلط الحابل بالنابل عليهم .
إن الأمة الإسلامية تعاني الآن من ضياع الأخلاق بعدما اختفت الأمانة وانتشرت الجريمة والإغتصاب وتفشت كل الموبقات وابتعد الناس عن الطريق السوي وتغيرت المناهج والمفاهيم وأصبح الدين الإسلامي غريبا بين أهله وبالذات بين الجيل الجديد وأصبحت الأمة التي سنت للعالم أخلاقا تبحث عن أخلاق مستوردة من الخارج ليس لها علاقة بواقعها أبدا أما على مستوى الذل فإن المسلمين قد تعرضوا في هذا الزمن لصنوف التعذيب ما لم يتعرض له المسلمون الأوائل لدرجة بدا فيها أن أبا جهل وأبا لهب أرحم ، كما تعرض الدين الإسلامي والمصحف الكريم لإهانات لم يتعرضا لمثلها قبل الآن وذلك على يد الولايات المتحدة الأمريكية .
وخير شاهد على ذلك ما رواه سامي الحاج في حلقاته الستة في الجزيرة والذي أكد أكثر من مرة أن أصعب ما تعرض له المعتقلون المسلمون في جوانتانامو هو إهانة الكرامة الإنسانية وإهانة الدين وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا إذا لم نتحدث عن أبو غريب في العراق وما حدث في أفغانستان وباكستان من تدمير المساجد وتدمير مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمن فيها من الطلبة الأبرياء ، وغير ذلك في فلسطين والصومال وفي الفلبين وفي كل مكان يعيش فيه مسلمون إن ما يجري للعرب والمسلمين سلسلة متصلة ومتواصلة فلا يمكن فصل جزء عن الجزء الآخر وهذا ما حدث من احتلال العراق وتدميره على حساب المشروع الصهيوني في المنطقة وما حصل في جنوب لبنان وفي غزة وأفغانستان والصومال والقائمة تطول .
إن صدور مذكرة اعتقال الرئيس عمر حسن البشير رئيس السودان ليس بعيدا عن الحرب المعلنة ضد العرب والمسلمين فهو الثالث ضمن السلسلة الآن بعد الراحلين صدام حسين وياسر عرفات ، والدور قادم لا محالة لبشار بعد البشير ، في الوقت الذي كان على أوكامبو أن يصدر مذكرة اعتقال بحق مجرمي الحرب الحقيقيين أولمرت و باراك وليفني وبيريز وكذلك للقادة الأمريكيين الذين احتلوا دولة عربية إسلامية وشتتوا أهلها وضربوا أفغانستان وتسببوا في مذابح وعاهات ومجاعات وأهانوا كرامة الدين والإنسانية مثل بوش وتشيني وكولن باول وكوندوليزا رايس وغيرهم .
إن ذكرى المولد النبوي الشريف يجب أن تكون مناسبة للمراجعة ووضع الخطط والمشاريع المستقبلية التي ترفع راية الأمة ، ويجب أن تهتم الدول العربية والإسلامية بحقوق أبنائها وتهتم بالأخلاق لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، فإذا ذهبت أخلاق المسلمين فإن هيبتهم تذهب ويكفي ما هم عليه الآن ، وكما قال أحد الكتاب إن كل مصادر القوة بين أيادينا ، فالقرآن هو القرآن والسنة هي السنة ولكننا بحاجة إلى الصدق مع أنفسنا والصبر على الألم حتى نحقق العزة لهذه الأمة و لتكن ذكرى مولد نبينا صلى الله عليه وسلم محطة تاريخية مضيئة تدلنا على الطريق الذي أضعناه .
نشرت في جريدة الشبيبة العمانية في 10 مارس 2009م

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة