site meter

search

Google

result

Tuesday, August 7, 2007

عندما يتحول المواطن الى "جاسوس

10/Jul/2007
زاهر بن حارث المحروقي
Zahir679@gmail.com


: شغلت الرأي العام المصري قضية مهمة خلال الشهور الماضية وتجلى ذلك عبر اهتمامات وتوجهات الصحافة المصرية القومية والمستقلة والمعارضة والحزبية، وهي اكتشاف شبكة تجسس جديدة لصالح إسرائيل وبطل القصة هذه المرة المهندس محمد سيد صابر الموظف بهيئة الطاقة الذرية المصرية . وقد أقر المهندس محمد صابر بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي في القضية التي عرفت باسم " التجسس النووي " و قدم اعترافات خطيرة عن تعاونه مع أجهزة الموساد، كما اعترف – وهذا هو الأخطر – بوجود أكثر من عميل داخل هيئة الطاقة الذرية المصرية ويقول المهندس صابر عن أهم سبب جعله يتجه إلى إسرائيل :-" أنا تركت عملي في هيئة الطاقة الذرية المصرية لإحساسي بالقهر والإضطهاد وعدم تقدير خبراتي العلمية وتخصصي في مجال هندسة الطاقة النووية، وقد ذهبت إلى السفارة الإسرائيلية بعدما فشلت في الحصول على حقوقي كاملة سواء في مفاعل أنشاص أو هيئة الطاقة الذرية وقد أرسلت شكاوى إلى المسؤولين ولم يصلني رد مما دفعني للذهاب إلى السفارة الإسرائيلية للإلتحاق بجامعة تل أبيب والحصول منها على درجة الدكتوراه ".

وقال عن إسرائيل إنها ليست دولة عدوة بيننا علاقات والحروب انتهت وهي دولة كبيرة تتمتع بثقل علمي وأكاديمي على مستوى العالم وتعتبر جامعاتها – حسب رأيه – أولى جامعات العالم والأكثر قدرة على استخراج أجيال وعلماء . وعندما سأله رئيس المحكمة هل هذا يعني أنك تحب إسرائيل؟ قال نعم لأنها دولة علمية من الدرجة الأولى وهم يقدرون الكفاءات ويقفون بجوارها . ولما سأله رئيس المحكمة هل هذا يعني أن ما قام به رؤساؤك في العمل ولّد لديك حقدا وكرها؟ قال المتهم :- نعم كان هناك نظام شللية وكان يتم حرماني من الترقيات والسفر للحصول على دورات في الخارج . ويذكر المتهم نقطة هامة فعندما عرضه عميلا الموساد على جهاز كشف الكذب في هونج كونج سألاه هل تحب مصر؟ قال :- لا إنني أكره مصر .. ضاع حقي فيها وأهدرت كرامتي في مقر أمن الدولة في المنيا عام 1994 عندما ذهبت للتجنيد ووالدي بكى عندما أخبرته وكان يريد عرضي على الطب الشرعي .! وقد قدم الجاسوس للموساد معلومات مهمة عن هيئة الأمان النووي وعن قدرات مصر في تخصيب اليورانيوم وعن قدرات السد العالي وهل يمكن لقنبلة ذرية أن تدمره، وهل في مصر أبحاث معينة تقدر النتائج العكسية في حالة قيام إسرائيل بضرب المفاعل النووي، ومدى تأثير الإشعاع على الدول المجاورة وأضرار هذا الخطر على المياه والآبار ومدى الخطورة التي تمثلها للبشر .

 ومحمد سيد صابر هو الثاني الذي يتم ضبطه خلال شهرين , حيث تم في شهر فبراير الماضي كشف شبكة تجسس أخرى لحساب إسرائيل تضم طالبا أزهريا وثلاثة ضباط إسرائليين قاموا بالتجسس على المصريين والعرب في تركيا وكندا . ويكون الجاسوس الجديد هو السابع والستون خلال عشر سنوات حسب الإحصائيات المعلنة . ووفقا للمصادر الأمنية المصرية فقد تم خلال الفترة من عام 1990 إلى عام 2000 ضبط أكثر من خمس وعشرين شبكة تجسس إسرائيلية في مصر منها تسع شبكات تم ضبطها خلال الثلاث سنوات الأخيرة فقط، تضم 75% مصريين و 25% إسرائليين. وقد أكد خبير أمني مصري لجريدة الكرامة عدد الثلاثاء 24 إبريل 2007 أن الكشف عن هذه الشبكة والتي قبلها، يدل على نيات إسرائيل المبيتة تجاه مصر برغم توقيع معاهدة السلام، وقد أحدثت الحركة الصهيونية بمعاونة الأمريكان اختراقا عميقا داخل البنية المصرية خاصة والعربية عامة وقد نجحت في ذلك عبر كثير من المؤسسات الصهيونية التي تعمل في مصر . ويرى هذا المصدر الأمني المصري أن إسرائيل تتعامل مع السلام كحالة مؤقتة وفترة يراد بها عزل مصر عن محيطها العربي وتقليص دورها في الصراع العربي الإسرائيلي دون أن يؤمن الإسرائيليون بسلام حقيقي مع مصر .

لندع جانبا الجاسوس محمد سيد صابر كحالة فردية وننظر إلى المسألة بزاوية أكبر وأعمق، ما هو الذي يجعل هؤلاء يخونون وطنهم ويشتغلون جواسيس ضد بلدهم مما يعرض الوطن إلى الخطر؟! لا أحد أبدا يقرأبدا الخيانة ويبحث عن المبررات للخونة، ولكن ما جاء في اعترافات محمد سيد صابر في المحكمة يحتاج إلى دراسة معمقة وإلى إعادة تقييم معاملة المواطنين، فهو قد لقي الإضطهاد في عمله ولم يلق التقدير من جانب رؤسائه وزملائه وقد أحب إسرائيل لأنها قدرت مواهبه، ثم ذكر نقطة هي التي تجعل الشباب يصاب بانفصام في الشخصية إذ قال إن إسرائيل دولة صديقة وبيننا معاهدات واتصالات، فالشباب يسمعون عبر وسائل الإعلام صباح مساء عن هذه العلاقات والإتفاقيات والزيارات والتطبيع ثم يسمعون – في غموض – تجريم من يتعاون مع هذه الدولة الصديقة . وإذا نظرنا إلى دوائرنا الحكومية والخاصة في الوطن العربي ماذا نجد؟! لقد ألغينا عقل وفكرالإنسان وجعلناه مجرد آلة ينفذ ما يصدر إليه من أوامر تحت مسمى " تنفيذا للأوامر"، وركزنا على الكم لا على الكيف فلم نحقق لا الكم ولا الكيف، وعندما يكمل الموظف سبع ساعات يوميا في مقر عمله دون إنتاج يذكر أو دون نقاش فهو المواطن الصالح النموذجي، أما إذا كان غير ذلك فهو مشكوك في وطنيته .!

وقد تساءل الكاتب محمد الباز في جريدة العربي مرة :- ما هو الوطن في الأساس؟ هل هو الشعارات والأغاني الوطنية والبرامج السياسية البراقة والخطب النارية؟ هل هو معنى مجرد لا نعرف عنه شيئا؟! إن الوطن مكان يجب أن يساعد من يعيشون فيه على أن يحققوا أنفسهم وأن يحصلوا منه على حقوقهم، ليس معنى أن أكون وطنيا أن أعمل مواصلا الليل بالنهار ثم في لحظة أجد آخرين يحصلون على كل شيء ويستمتعون بكل شيء، وأن أبقى محروما من أبسط حقوقي !. إن قضية المتهم محمد سيد صابر قد دقت ناقوس الخطر وعلى جهات الإختصاص – لا في مصر وحدها – بل في الوطن العربي، دراسة الموضوع بكافة جوانبه، فكم من شبكة لم يتم اكتشافها حتى الآن على طول الوطن العربي وعرضه؟ وكم من مواهب في المجالات كافة مهملة ومركونة عليها أن تؤدي الساعات المقررة في الدوام يوميا؟ وكم من الشباب مستعد للتضحية بالوطن؟ يجب البحث عن أسباب اليأس والإحباط وأسباب قتل الحب والولاء والإنتماء للوطن، قبل البحث عن أسباب العقاب حتى لا تستفحل المسألة وترقى إلى مستوى الظاهرة . وهي اكتشاف شبكة تجسس جديدة لصالح إسرائيل وبطل القصة هذه المرة المهندس محمد سيد صابر الموظف بهيئة الطاقة الذرية المصرية . وقد أقر المهندس محمد صابر بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي في القضية التي عرفت باسم " التجسس النووي " و قدم اعترافات خطيرة عن تعاونه مع أجهزة الموساد، كما اعترف – وهذا هو الأخطر – بوجود أكثر من عميل داخل هيئة الطاقة الذرية المصرية ويقول المهندس صابر عن أهم سبب جعله يتجه إلى إسرائيل :-" أنا تركت عملي في هيئة الطاقة الذرية المصرية لإحساسي بالقهر والإضطهاد وعدم تقدير خبراتي العلمية وتخصصي في مجال هندسة الطاقة النووية، وقد ذهبت إلى السفارة الإسرائيلية بعدما فشلت في الحصول على حقوقي كاملة سواء في مفاعل أنشاص أو هيئة الطاقة الذرية وقد أرسلت شكاوى إلى المسؤولين ولم يصلني رد مما دفعني للذهاب إلى السفارة الإسرائيلية للإلتحاق بجامعة تل أبيب والحصول منها على درجة الدكتوراه ".

وقال عن إسرائيل إنها ليست دولة عدوة بيننا علاقات والحروب انتهت وهي دولة كبيرة تتمتع بثقل علمي وأكاديمي على مستوى العالم وتعتبر جامعاتها – حسب رأيه – أولى جامعات العالم والأكثر قدرة على استخراج أجيال وعلماء . وعندما سأله رئيس المحكمة هل هذا يعني أنك تحب إسرائيل؟ قال نعم لأنها دولة علمية من الدرجة الأولى وهم يقدرون الكفاءات ويقفون بجوارها . ولما سأله رئيس المحكمة هل هذا يعني أن ما قام به رؤساؤك في العمل ولّد لديك حقدا وكرها؟ قال المتهم :- نعم كان هناك نظام شللية وكان يتم حرماني من الترقيات والسفر للحصول على دورات في الخارج .

 ويذكر المتهم نقطة هامة فعندما عرضه عميلا الموساد على جهاز كشف الكذب في هونج كونج سألاه هل تحب مصر؟ قال :- لا إنني أكره مصر .. ضاع حقي فيها وأهدرت كرامتي في مقر أمن الدولة في المنيا عام 1994 عندما ذهبت للتجنيد ووالدي بكى عندما أخبرته وكان يريد عرضي على الطب الشرعي .! وقد قدم الجاسوس للموساد معلومات مهمة عن هيئة الأمان النووي وعن قدرات مصر في تخصيب اليورانيوم وعن قدرات السد العالي وهل يمكن لقنبلة ذرية أن تدمره، وهل في مصر أبحاث معينة تقدر النتائج العكسية في حالة قيام إسرائيل بضرب المفاعل النووي، ومدى تأثير الإشعاع على الدول المجاورة وأضرار هذا الخطر على المياه والآبار ومدى الخطورة التي تمثلها للبشر . ومحمد سيد صابر هو الثاني الذي يتم ضبطه خلال شهرين , حيث تم في شهر فبراير الماضي كشف شبكة تجسس أخرى لحساب إسرائيل تضم طالبا أزهريا وثلاثة ضباط إسرائليين قاموا بالتجسس على المصريين والعرب في تركيا وكندا . ويكون الجاسوس الجديد هو السابع والستون خلال عشر سنوات حسب الإحصائيات المعلنة .

ووفقا للمصادر الأمنية المصرية فقد تم خلال الفترة من عام 1990 إلى عام 2000 ضبط أكثر من خمس وعشرين شبكة تجسس إسرائيلية في مصر منها تسع شبكات تم ضبطها خلال الثلاث سنوات الأخيرة فقط، تضم 75% مصريين و 25% إسرائليين. وقد أكد خبير أمني مصري لجريدة الكرامة عدد الثلاثاء 24 إبريل 2007 أن الكشف عن هذه الشبكة والتي قبلها، يدل على نيات إسرائيل المبيتة تجاه مصر برغم توقيع معاهدة السلام، وقد أحدثت الحركة الصهيونية بمعاونة الأمريكان اختراقا عميقا داخل البنية المصرية خاصة والعربية عامة وقد نجحت في ذلك عبر كثير من المؤسسات الصهيونية التي تعمل في مصر .

 ويرى هذا المصدر الأمني المصري أن إسرائيل تتعامل مع السلام كحالة مؤقتة وفترة يراد بها عزل مصر عن محيطها العربي وتقليص دورها في الصراع العربي الإسرائيلي دون أن يؤمن الإسرائيليون بسلام حقيقي مع مصر . لندع جانبا الجاسوس محمد سيد صابر كحالة فردية وننظر إلى المسألة بزاوية أكبر وأعمق، ما هو الذي يجعل هؤلاء يخونون وطنهم ويشتغلون جواسيس ضد بلدهم مما يعرض الوطن إلى الخطر؟! لا أحد أبدا يقرأبدا الخيانة ويبحث عن المبررات للخونة، ولكن ما جاء في اعترافات محمد سيد صابر في المحكمة يحتاج إلى دراسة معمقة وإلى إعادة تقييم معاملة المواطنين، فهو قد لقي الإضطهاد في عمله ولم يلق التقدير من جانب رؤسائه وزملائه وقد أحب إسرائيل لأنها قدرت مواهبه، ثم ذكر نقطة هي التي تجعل الشباب يصاب بانفصام في الشخصية إذ قال إن إسرائيل دولة صديقة وبيننا معاهدات واتصالات، فالشباب يسمعون عبر وسائل الإعلام صباح مساء عن هذه العلاقات والإتفاقيات والزيارات والتطبيع ثم يسمعون – في غموض – تجريم من يتعاون مع هذه الدولة الصديقة . وإذا نظرنا إلى دوائرنا الحكومية والخاصة في الوطن العربي ماذا نجد؟! لقد ألغينا عقل وفكرالإنسان وجعلناه مجرد آلة ينفذ ما يصدر إليه من أوامر تحت مسمى " تنفيذا للأوامر"، وركزنا على الكم لا على الكيف فلم نحقق لا الكم ولا الكيف، وعندما يكمل الموظف سبع ساعات يوميا في مقر عمله دون إنتاج يذكر أو دون نقاش فهو المواطن الصالح النموذجي، أما إذا كان غير ذلك فهو مشكوك في وطنيته .!

وقد تساءل الكاتب محمد الباز في جريدة العربي مرة :- ما هو الوطن في الأساس؟ هل هو الشعارات والأغاني الوطنية والبرامج السياسية البراقة والخطب النارية؟ هل هو معنى مجرد لا نعرف عنه شيئا؟! إن الوطن مكان يجب أن يساعد من يعيشون فيه على أن يحققوا أنفسهم وأن يحصلوا منه على حقوقهم، ليس معنى أن أكون وطنيا أن أعمل مواصلا الليل بالنهار ثم في لحظة أجد آخرين يحصلون على كل شيء ويستمتعون بكل شيء، وأن أبقى محروما من أبسط حقوقي !. إن قضية المتهم محمد سيد صابر قد دقت ناقوس الخطر وعلى جهات الإختصاص – لا في مصر وحدها – بل في الوطن العربي، دراسة الموضوع بكافة جوانبه، فكم من شبكة لم يتم اكتشافها حتى الآن على طول الوطن العربي وعرضه؟ وكم من مواهب في المجالات كافة مهملة ومركونة عليها أن تؤدي الساعات المقررة في الدوام يوميا؟ وكم من الشباب مستعد للتضحية بالوطن؟ يجب البحث عن أسباب اليأس والإحباط وأسباب قتل الحب والولاء والإنتماء للوطن، قبل البحث عن أسباب العقاب حتى لا تستفحل المسألة وترقى إلى مستوى الظاهرة .
 

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة