site meter

search

Google

result

Sunday, October 9, 2011

أدب الحوار

زاهر بن حارث المحروقي
Zahir679@gmail.com عنوان البريد الإلكترونى هذا محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تفعيل الجافا لتتمكن من رؤيته
إننا بحاجة إلى فترة طويلة حتى نتعلم ثقافة أدب الحوار وثقافة الأخذ والرد، وما نعيشه الآن هو فترة التحول وهي دائما تكون فترة صعبة في حياة الأمم كما هي في حياة الأشخاص، لذا المرجو من الجميع أن يتحلى بالصبر حتى لا تغرق السفينة كما غرقت في أماكن أخرى.

ما جرني أن أكتب هذا الكلام هو ما نشر في منتديات الحوار حول اجتماع وزيرة التربية والتعليم مع بعض المواطنين الذين حضروا إلى مكتبها يوم الاثنين 5/9/2011 وما انتهى إليه الاجتماع بانسحاب الوزيرة منه بعدما قال لها أحدهم (إننا لسنا هنا لأجل حشو كلام فقط فالمعتصمون هنا لأجل أن يروا ما تم تحقيقه من طلباتهم وإن هذا الاجتماع لا فائدة منه) مما جعل الوزيرة تقول: لا فائدة منه؟ إذن أنا أنسحب. فانسحبت بعدما جلست معهم أكثر من ساعتين في اجتماع هو الثاني من نوعه في غضون 6 أشهر وهي لم تجلس علي كرسي الوزارة أكثر من 7 أشهر حيث كان الاجتماع الأول في 20/3/2001 في مسرح مدرسة جابر بن زيد بالوطية والذي استغرق أكثر من 6 ساعات، والأمر السيء هو أن يتم تصوير الوزيرة من هاتف نقال ويتم نشر ذلك المقطع وهي تنسحب رغم أن رجال الأمن أصروا على الحضور بعدم التصوير، وتستغرق اللقطة 8 ثوان فقط ولا يتم نشر ما تم خلال الساعتين.


ومن خلال قراءتي لمطالب أولئك المعلمين أرى أن بعضها منطقي جدا وتمثل رأي الأغلبية الساحقة من المواطنين مثل طول اليوم الدراسي وموضوع الثقافة الإسلامية والاختلاط، وكان للوزيرة رأي في كل ذلك استنادا إلى دراسات أجرتها الوزارة في ذلك ووعدت بأن موضوع الثقافة الإسلامية سيكون له حل وفق دراسة معدة وسوف تعلن تفاصيل اللائحة التنظيمية قريبا، إلا أن ذلك لم يعجب البعض فقال أحد المدرسين إن من يقرر ما هو الأفضل للطلاب هو من يعايشهم لا من يجلس في كرسيه ولا يعرف ما يجري في المدارس، فالمعلمون هم الميدانيون وهم يرون أن الطالب بعد الساعة الواحدة لا يمكن أن يستوعب أي مادة علمية دسمة، وقد جرى النقاش سجالا ويبدو أنه كان تكرارا مملا أراد البعض خلاله أن يستعرض عضلاته حتى خرجت الوزيرة وليقرأ الناس ما نشر من طرف واحد، ولكن كيف تمت المناقشات وبأي أسلوب جرى؟ إن الحضور لا يذكرون ذلك أبدا بل يظهرون في كل ما كتبوه الوجه الأبيض لهم فقط!

إن الضغط على الحكومة وعلى الوزراء قد يؤدي إلى نتائج عكسية بمعنى أننا يجب أن لا نحمّل الوجوه الجديدة في الحكومة مسؤولية أخطاء تراكمت من سنين، وإذا كان الظرف يسمح بالنقاش لا يجب علينا أن نحوله إلى ساحة معركة حيث يأتي يوم نغلق الباب أمام أي نقاش بتصرفنا الخاطئ، ويجب أن يكون هناك حدود للتعامل مع المسؤولين وإلا ستصبح البلد في فوضى، وعندما يتجرأ الكل باللجوء إلى اقتحام مكاتب الوزراء سيفتح ذلك بابا لكل أحد حيث سيتجرأ آخر ويقتحم وزارة الأوقاف مطالبا بإغلاق المساجد ويقتحم آخر المساجد مطالبا بعبادة الشيطان وهكذا، ويجب إعطاء الحكومة الفرصة حتى تنجز عملها، ففي اجتماع شهر مارس الماضي قدم المجتمعون 104 اقتراحات للوزيرة وبعد أن استمعت لملاحظات ومقترحات المعلمين والمشرفين، أكدت على أهمية هذه الملاحظات في إثراء العمل التربوي وتطوير الأداء المدرسي، وبيَّنت أن كل ما ورد لا يمكن تنفيذه دفعة واحدة، وإنما يحتاج إلى دراسة وتحليل ووقت حتى يتم وضع خطة مبرمجة زمنيا ومتفق عليها للتنفيذ، كما أشارت إلى أن بعض الملاحظات التي ذكرت بدأ العمل فيها، وسيكون من أولويات الوزارة بحث هذه المطالب في إطار تحسين العملية التعليمية وتجويد النظام التعليمي.

إن الذي تحقق في عمان حتى الآن هو إنجاز كبير يحسب للاعتصامات التي حصلت في السلطنة وبالمقابل يحسب لصاحب الجلالة المعظم وللحكومة ولا ينبغي التقليل مما تحقق لأن الإنسان غالبا لا يرى إلا مصلحته ولا ينظر إلى المصلحة العامة، ففي القوات المسلحة مثلا تم تعيين 15 ألف شخص وهذا يعني توفير 15 ألف سلاح وأضعاف ذلك من الذخيرة وهذا يعني توفير سكن لـ 15 ألف شخص و3 وجبات يوميا وملابس التدريب والملابس العسكرية وكل مستلزمات الإنسان، وما حصل في القوات المسلحة حصل في كل قطاعات الدولة حيث كنت في إجازة سنوية لمدة شهر ونصف وعند عودتي للعمل اكتشفت أني غريب بوجود كوادر جديدة في كل مكتب وكل استوديو وهذا بحد ذاته إنجاز، وفي مجال التعليم نال الكثيرون مقاعد الدراسة العليا والبعثات بكل سهولة عكس السنوات الماضية، وفي الكثير من المدارس هناك الآن وفرة في المعلمين والمعلمات وهناك تأهيل للكوادر الجديدة يستمر لمدة 6 أشهر، ومن هنا يجب أن ننظر إلى الإيجابيات ونقر ونعترف بها ونعمل على إنجاز المتأخر من الطلبات بهدوء وروية، والحكومة مطالبة بأن تنفذ الكثير من تعليمات جلالة السلطان المعظم لأننا كلنا في سفينة واحدة –كما أشارت إلى ذلك وزيرة التربية للمعلمين– إن نجت نجونا وإن غرقت غرقنا.

وليس من الشطارة في شيء أن نصور وزيرا يمر أمام المعتصمين ويتم الصراخ في وجهه (يسقط – يسقط)، وليس من الشطارة أن يتم تصوير اجتماع وزيرة مع المعتصمين ويتم نشر كل ذلك في اليوتيوب بقصد التشهير، وليس من المروءة أن نستعرض العضلات أمام امرأة ونعتقد أن ذلك بطولة، وليس من الشطارة أن نستغل التكنولوجيا الحديثة الاستغلال السيء كما يحدث الآن مع كاميرات التصوير لدرجة أن يقع حادث مروري وبدلا من إنقاذ المصابين ندعهم ينزفون حتى الموت وننشغل بالتصوير. وقديما قال أحد الطلبة وكنا في الإبتدائية: الحمد لله تطورنا نسوق السيارات الآن، فضحك أستاذنا المصري ضحكة استهزاء بأن قهقه من غير أن يفتح فمه –كما يفعل القذافي– وقال: تطورتم لما تسوقوا السيارة، يعني ما صنعتموها؟

إننا بحاجة إلى إشاعة ثقافة وأدب التحاور وثقافة تقبل الآخر، فحسبما قال بعض المدرسين ممن حضروا الاجتماع ونُشر ذلك إن الكثيرين تعاملوا مع الوزيرة بأسلوب غير لائق وبغير احترام والبعض كان يرفع هاتفه أمام وجهها ليصور ويسجل، ولي أن أسأل ما هو موقف المدرسين الذين حضروا اللقاء مع الوزيرة إذا قام الطلبة بمعاملتهم بما لا يليق بهم أو بإطلاق ألفاظ نابية لهم، وهل هذا يليق بمربي الأجيال حتى وإن كانوا محقين في مطالبهم؟

منشور في جريدة الرؤية في 4 أكتوبر 2011م

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة