site meter

search

Google

result

Thursday, September 3, 2009

عشر وفيات بأنفلونزا الخنازير في سلطنة عمان ومعلومات عامة عن الفيروس

كتب- سعود بن جميل الغنبوصي


أكد سعادة الدكتور احمد بن محمد السعيدي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية أن الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير التي تم تسجيلها في السلطنة بلغت 1056 حالة وأن عدد الوفيات بلغ عشر حالات مشيرا إلى ان وزارة الصحة تبذل كافة الاجراءات الوقائية والعلاجية لمواجهة هذه الجائحة حيث تم توفير الادوية في كافة المراكز والمجمعات والمستشفيات الصحية ويتم التنسيق حاليا مع عدد من الشركات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاح اللازم لعلاج انفلونزا الخنازير بعد الانتهاء من فترة التجارب عليه حيث من المتوقع ان تحصل السلطنة على لقاحات تكفي لعلاج 50 ألف شخص قبل نهاية العام الجاري. موضحا انه سيتم التمكن من الحصول على 600 ألف شخص قبل نهاية شهر ابريل من العام القادم وأنه ستتم زيادة انتشار الفيروس كلما تحسن وتلطف الجو وزادت البرودة في المناخ


وقدم سعادة وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية خلال الندوة التي نظمتها جمعية الصحفيين العمانية شرحا عن الامراض المعدية التي تسبب اشكالية صحية بالعالم ككل كمرض السل والايدز ولا تسبب اعاقات فقط وانما تسبب وفيات


وبالنسبة للجائحات وخاصة جائحة الانفلونزا فإنه بمعدل من عشرة إلى خمسين سنة تجتاح العالم جائحة كما حصل في عام 1918 جائحة الانفلونزا الاسبانية التي ولعدة اسباب بما فيها ضعف الخدمات الصحية بالعالم أدت إلى وفاة اعداد كبيرة من البشر تتراوح بين 20 و40 مليون وفاة .


وبالنسبة للجائحة الحالية انفلونزا الخنازير فقد بدأت في المكسيك في شهر ابريل من هذا العام وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور فيروس جديد لم يكن معروفا سابقا بين البشر. وله خصائص متميزة حيث يتكون من بروتينات من فيروس انفلونزا الخنازير وفيروس انفلونزا الطيور وفيروس الانفلونزا الموسمية. واثبت هذا الفيروس سرعة انتشاره على المستوى العالمي مما جعل من منظمة الصحة العالمية إلى رفع درجة التأهب إلى الدرجة السادسة خلال أول 3 أشهر من ظهور أول حالة لظهور المرض. والحالة السادسة بمفهوم منظمة الصحة العالمية لا تعني خطورة المرض من ناحية الحدة وانما سرعة وكثرة الانتشار على المستوى العالمي.


وأوضح سعادة الدكتور احمد بن محمد السعيدي ان اعراض مرض انفلونزا الخنازير مشابهة لاعراض الانفلونزا الموسمية والتفريق بينهما صعب حيث ان هناك بعض الاعراض قليلة جدا كاعراض الجهاز الهضمي والتقيؤ والاسهال وهذه الاعراض تصيب أقل من 30% من المصابين بانفلونزا الخنازير ولم تكن معروفة في الانفلونزا الموسمية وانما هناك اعراض مثل الحمى وهذه أكثر الاعراض شيوعا في حوالي 94% واحتقان البلعوم والرشح والآلام بالعضلات والمفاصل.والحالات الحرجة التي تستوجب الادخال إلى المستشفى حسب الاحصائيات الموجودة على المستوى العالمي هي حوالي 10% من المصابين


وفي بداية ظهور المرض بالسلطنة كانت نسبة الادخال إلى المستشفى اقل مما هو متوقع عالميا. وبالنسبة لحالات الوفاة فقد وصلت إلى عشر حالات ثبتت مخبريا ولم يثبت من الناحية العلمية أي تغير في تصرفات هذا الفيروس فما زال مثلما هو منذ اكتشافه.وبالنسبة إلى الاحترازات الإضافية فهي تتخذ مثلا مع الحوامل حيث اثبت هذا المرض ان ضراوته مع الحوامل والمتقدمين بالعمر فوق 65 سنة وصغار السن أقل من 5 سنوات والمصابين بامراض مزمنة متقدمة وذوي المناعة المنخفضة سواء لاسباب صحية او لتناول ادوية التي تقلل من المناعة


وأضاف سعادته إلى ان نسبة الوفاة في انفلونزا الخنازير من 1 إلى 2% بعكس انفلونزا الطيور حوالي 60% وبالنسبة للأدوية التي تستخدم لانفلونزا الخنازير هي نفسها التي تستخدم لانفلونزا الطيور حيث اثبتت فعالياتها والدواء متوفر في السلطنة بما فيه الكفاية ولا يوجد نقص في الامدادات واذا احتجنا إلى المزيد فهو متوفر في الاسواق وللجميع بما فيهم الوافدون


وحول لقاح انفلونزا الخنازير فمنذ ظهور المرض قبل اربعة أشهر ولحسن الحظ فان المادة الاساسية لصنع اللقاحات ضد الانفلونزا هي متشابهة إلى جانب اضافات محددة حسب نوعية الفيروس وأخذ العلماء فترة من شهر إلى شهر ونصف الشهر حتى تم إيجاد المواد الخاصة بانفلونزا الخنازير.لان المصل يجب ان يصنع للتحورات لهذا المرض وبدأت الشركات في محاولة الإنتاج على المستوى التجاري ولم يتم إنتاج أي لقاح إلى اليوم ولكن هناك 3 شركات معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية والتي صرح لها بإنتاج اللقاح ووزارة الصحة خاطبت الشركات الثلاث وطلبت منهم عروضا ولم نتلق ردا الا من شركة واحدة وتمت الموافقة على كافة الشروط بما فيها الأسعار وتم حجز كمية حسب امكانية الشركة واحدى الشركات ردت لاحقا بعدم الامكانية في توفير اللقاح والشركة الثالثة لم ترد.


وأوضح سعادة وكيل الصحة للشؤون الصحية ان اللقاح ما زال في فترة التجربة وعدد الجرعات التي سيتم انتاجها خلال عام عالميا وليس خلال موسم الانفلونزا فقط حسب التوقعات لن يتجاوز 950 مليون جرعة ومن المتوقع وكما ابلغتنا الشركات ان كل شخص سيحتاج إلى جرعتين من اللقاح لذلك اللقاح سيكون شحيحا على المستوى العالمي وليس على المستوى المحلي فقط وفاعلية كل اللقاحات للانفلونزا لا تتجاوز 80 بالمائة


وحول الميزانية التي رصدتها السلطنة للقاح أشار سعادته إلى أنه لا توجد اي مشكلة في الميزانية التي رصدت للقاح او الادوية او الاجهزة وبخصوص الدواء نحن على استعداد لتوفير الدواء لكل شخص يحتاجه في السلطنة.وسيتم توفير اللقاح بالسلطنة لخمسين ألف شخص قبل نهاية العام الجاري وستحدد حسب اولويات منظمة الصحة العالمية حيث تم بتشكيل فريق عمل خاص بالسلطنة لاعطاء الاولويات للناس الذين سيكون المرض اشد خطورة عليهم من الاخرين كالعاملين في القطاع الطبي والحوامل. ونتوقع ان نحصل قبل نهاية شهر إبريل من العام القادم على لقاحات تكفي لـ600 ألف شخص. ومن المتوقع ان يتم وصول اللقاحات ليتاح للدول استخدامها في منتصف شهر سبتمبر الجاري حيث ما زالت التجارب قائمة للتأكد من فعاليته وسلامته فبعض اللقاحات لها آثار جانبية أكثر من المرض حيث ظهرت بعض الاشكالات في بعض اللقاحات في السبعينات والثمانينات سببت امراض مشابهة للشلل


وقد حجزت السلطنة عددا من اللقاحات وشكلت فريق عمل لتحديد الاولويات للقاحات والتي تتم على أسس علمية ومهمة لمواصلة الحياة الطبيعية في المجتمع. والدواء وليس اللقاح متوفرا في جميع المراكز بمختلف مناطق السلطنة والاشكالية للأسف توجد مع الاطفال حيث لا يوجد شراب للاطفال فالشركات المصنعة لم توفر دواء على شكل شراب للاطفال على المستوى العالمي ونحن في قائمة الانتظار مثل بقية الدول وبالنسبة للاطفال لا بد من الصيدلاني ان يركب الدواء من البودرة المخصصة لدواء الكبار


ونبه وكيل الصحة للشؤون الصحية إلى الفحوصات التي تتأخر في بعض الاحيان فعلى المستوى العالمي فإن المختبرات المخصصة للفيروسات محدودة جدا. والمختبر المركزي الموجود في السلطنة هو أحد المختبرات في المنطقة ونتائج الفحوصات تظهر حسب توفر الكوادر البشرية العاملة في المختبر. وقد اصبحت الفحوصات غير جدوى فأي انسان في العالم لديه اعراض لانفلونزا الخنازير فيتوجه إلى المراكز الصحية.ومنظمة الصحة العالمية اعلنت ان اعداد مرضى انفلونزا الخنازير تجاوزت اعداد مرضى الانفلونزا الموسمية في المناطق التي بدأت فيها. ونحن في السلطنة ما زلنا في بداية المرض حيث ان عدد الحالات التي سجلت مخبريا وصلت إلى 1056 حالة وهي الحالات التي تم التأكد منها والحالات التي يشتبه فيها فهي تتجاوز الرقم المذكور بكثير


بالنسبة لمحافظة ظفار فان الاعداد المؤكدة مخبريا 333 حالة فهي ثلث الاعداد المصابة في السلطنة على الرغم من عدد السكان. واسباب انتشار الفيروس في المحافظة ترجع لسببين وهما تحسن الجو وهذا معروف بالنسبة للفيروسات للانفلونزا حيث ان انتشارها أكثر عندما يبرد الجو وموسم الخريف بالمحافظة كان عاملا اساسيا لذلك. والسبب الآخر هو التجمعات سواء التجمعات السياحية او الاجتماعية كالاعراس والتجمعات خلال التعازي


وأشار سعادته إلى أنه ربما تكون الحالات أكثر من الحالات التي ثبتت مخبريا وعلى المستوى العالمي أكثر من 90% لا تستوجب الادخال إلى المستشفى والحالات في محافظة ظفار أكثر بكثير مما أعلن مخبريا والانتشار في المحافظة أصبح محليا. ففي مثل كل دول العالم الحالات المرضية المستوردة أدت إلى حالات مرضية محلية وأدى ذلك إلى سرعة الانتشار


وحول استعدادات مستشفى السلطان قابوس بصلالة الذي يعتبر المستشفى المرجعي بالمحافظة أشار سعادته إلى أنه تم اعداد جناحين تم اخلاء جناحي العظام والاعصاب واعدت خصيصا لعزل مرضى انفلونزا الخنازير والعنايات المركزة في العالم وفي السلطنة هناك شح في اسرة العنايات المركزة وفي مستشفى السلطان قابوس تم اعداد قسم العناية الفائقة وتم تحويله إلى عناية مركزة وتزويد باجهزة تنفس صناعية وغيرها من المستلزمات.وبالنسبة للكوادر الطبية أصيب بعض الاطباء والطواقم الطبية وعائلاتهم بالمرض وتم شفاؤهم جميعهم كما تم ابتعاث خبراء من الوزراء واطباء من المستشفى السلطاني واعدوا التقارير والتوصيات وما زال بعضهم موجودا في المستشفى لما يجب اتخاذه واجراؤه وتدعيم الطواقم الطبية بما يجب عمله. وتم استدعاء الكوادر الطبية المختصة في العناية المركزة.


وقال سعادة وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية من الناحية الاستيعابية فنحن نتمنى ان لا تزيد الحالات عن 10% كما هو متعارف عليه عالميا. وهناك خطة لحجز الاسرة لمن هم ما زالوا في المرحلة الأولى من المرض.وفي المحافظة وفي موسم الخريف تزداد دائما حالات الامراض الصدرية والمصابين بمرض الربو تزداد حالتهم حدة ففي العام الفائت قبل ظهور مرض انفلونزا الخنازير تم ادخال 104 حالات في مستشفى السلطان قابوس بصلالة وفي هذا العام تم تجاوز هذا الرقم حيث أضاف هذا المرض إلى الحالات حالات جديدة.ولا توجد منطقة تشابه في الحالة المناخية محافظة ظفار ونحن نتوقع زيادة انتشار الفيروس كلما تحسن وتلطف الجو وزادت البرودة.


وآخر الحالات التي ظهرت فيها انفلونزا الخنازير في السلطنة هي محافظة البريمي والسبب ليس لأن محافظة البريمي أكثر استعدادا ولكن لان ارتفاع درجة الحرارة بالبريمي أكثر من المناطق الأخرى مشيرا إلى ان هناك عددا من الحالات في البريمي كانت بسبب وجود المصابين في أماكن تدخين الشيشة المغلقة


منشور في جريدة عمان في 2 سبتمبر 2009م

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة