site meter

search

Google

result

Monday, October 8, 2007

فكرة تقسيم العراق.. جريمة وعار

7/Oct/2007


وجهة نظر


نشرت في جريدة الشبيبة العمانية في 7 أكتوبر 2007م


بقلم: عيسى بن محمد الزدجالي


في خطوة أدهشت وفاجأت العالم اجمع وسابقة سياسية خطيرة في تاريخ الانسانية وافق مجلس الشيوخ الامريكي الاربعاء قبل الماضي على قرار غير ملزم حول خطة لتقسيم العراق وذلك بـ 75 صوتا مؤيدا في حين عارض القرار 23 عضوا والقرار الذي قدمه السيناتور الديمقراطي جوزف يدن وهو احد المرشحين للمنافسة على كرسي رئاسة امريكا يقضي بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية وتنص خطة التقسيم على وضع نظام فيدرالي و وجود حكومة فدرالية في بغداد تتولى امن الحدود وعائدات النفط.
رغم ان القرار غير ملزم إلا انه يشكل انتهاكا واضحا وصارخا لسيادة العراق لأنه صادر عن مؤسسة رسمية لها وزنها ومكانتها في الخريطة السياسية بأمريكا وبذلك نصب مجلس الشيوخ الامريكي نفسه آمرا وناهيا له حق التصرف في العالم كما يشاء وكأن العراق جزء من الاراضي الامريكية وإذا استمرت امريكا على هذا النهج فإن مقص التقسيم سيطال دون شك دولاً أخرى مثل أفغانستان والصومال والسودان.
البيت الابيض رفض الخطة وحاول التهوين من الامر حيث قال الناطق الرسمي باسم البيت الابيض انه قرار يتضمن رأي مجلس الشيوخ وليس هناك اي شيء ملزم فيه وهو موقف يحمل الكثير من السلبية ولم يعط للقرار اهميته ويدرس خطوة مجلس الشيوخ من كل ابعادها لأنه ليس من حق اي كان ان يتدخل في الشؤون الداخلية للدول مهما كان الامر إلا اذا كان القرار يحظى بمباركة البيت الابيض وقد جاء لجس النبض ومعرفة ردود الفعل قبل تجسيده على ارض الميدان وفكرة تقسيم العراق كأنها تؤكد أن الشعب العراقي كله قد مات وبالتالي يتم تقسيم الإرث لكن الشعب العراقي مازال حيا صامداً قوياً يواجه كل التحديات الأمريكية فقد قال الشعب العراقي كله كلمة واحدة: " لا للتقسيم نعم للوحدة ".
المتتبع لسير الاحداث يلاحظ ان امريكا تمسك العصا لتهدد فقط الدول الاسلامية والعربية وهاهي تمسك المقص لتهدد بالتقسيم وكأنها مختصة بمراقبة وتقسيم الدول العربية والاسلامية رغم ان هذه الدول لها سيادة يكفلها القانون الدولي وتقرها مواثيق الامم المتحدة التي وقع عليها العالم اجمع لكن لا شيء يقف امام امريكا ويحد من طموحها مادامت الامم المتحدة تلعب دور المتفرج وتتابع الوضع صامتة رغم ان كل ماتقوم به امريكا من صلاحيات الامم المتحدة.
الامم المتحدة كان من الواجب ان يكون لها موقف حازم في الموضوع لأن الامر اخطر مما يتصور البعض وسابقة لا مثيل لها خاصة انها صدرت من هيئة امريكية رسمية وهو خرق واضح وصريح للمواثيق الدولية لكن الامم المتحدة لم يكن لها اي رد فعل قوي بل اكتفت كالعادة بدور المتفرج مما يؤكد انها اصبحت جسدا بلا روح يجب ان تحال إلى التقاعد وان تنسحب كل الدول العربية والاسلامية منها مادامت غير قادرة على حماية مصالحها ومادام هناك من يقود العالم ويتخذ القرارات ويطبقها بحرية تامة بدلا عنها.
التدخل في شؤون الدول الاخرى مبدأ مرفوض شكلا ومضمونا ليس فقط من طرف امريكا بل لو جاء من اي طرف اخر لكان الرفض مصيره فماذا لو اصدرت جهة رسمية في احدى الدول الصغرى قرارا يقضي بتقسيم دولة عظمى كيف سيكون الحال لاشك ان امريكا سيتملكها غضب عارم وترعد وتزبد وتعتبره انتهاكا لسيادة تلك الدولة لكن حينما يقوم مجلس الشيوخ الامريكي بذلك على الجميع ان يلتزم الصمت خاصة ان امريكا قد تعودت على اتخاذ القرارات وتطبيقها دون الرجوع الى الامم المتحدة وخير دليل على ذلك غزو العراق الذي كان دون مباركة الامم المتحدة وبرفض معظم دول العالم إلا ان امريكا نفذت قرارها وهاهو العراق يعيش الموت و الدمار.
تقسيم العراق خطة امريكية لإعادة الاستقرار الى العراق رغم ان كل ما يعيشه العراق حاليا جاء نتيجة غزو القوات الاجنبية للعراق و التي رسمت للعراقيين احلاما جميلة ووعدتهم بغد افضل لكن هاهو الميدان يكشف الفشل الذريع لأمريكا فبدلا من السلام والديمقراطية الموعودة هاهو الموت يحصد ارواح الابرياء كل يوم حيث وصل عدد القتلى في العراق منذ بداية الغزو إلى مليون و200 الف قتيل بالاضافة الى ملايين اللاجئين والدمار الذي يصيب البنية الأساسية للعراق لكن امريكا مازالت تؤكد على نجاح سياستها في العراق وهاهو قرار التقسيم الذي صدر عن مجلس الشيوخ يدق ناقوس الخطر لأنه لو تم تطبيقه فسيكون جريمة القرن وبما أن فكرة تقسيم العراق هي أخطر قضية يواجهها هذا البلد المثقل بالهموم فإننا نناشد الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول المحبة للسلام وكل أنصار السلام في العالم التصدي لهذه الفكرة حتى يبقى العراق واحدا موحدا.

No comments:

Popular Posts

Followers

My Travel Map

تأخير الصلاة